في الوقت الذي ينظر السوريون نظرة ترقب تشوبها حسرة وألم على بلدهم المدمر، وجد البعض منهم في مهرجان الجنادرية شيئا من التسلية في البلد الذي يستضاف فيه أكبر عدد من الجالية السورية بعد الحرب السورية، ليجدوا الملاذ والعيش الكريم فيها. هنا ينادي بائع "العرقسوس" بقوله: "قرب يا طيب، الطيب عندنا.." وغيرها من الكلمات، ليفاجأ بأكبر عدد من الزبائن من السوريين والسعوديين يتقاسمون احتساء هذا المشروب المفضل، ويتشاركون هموم الأمة ويدعون بالتوفيق والنصر للأمة الإسلامية والعربية. يقول مساعد بائع العرقسوس والذي يجمع النقود من الزبائن: "نتواجد في الجنادرية منذ سنوات، ونحرص على التواجد كل عام في مهرجان الجنادرية لنقدم هذا المشروب الذيذ للزبائن الذي ينبت في سوريا ومصر وأمريكا الجنوبية، فهو ناهيك عن أنه منعش فإن له فوائد صحية جمة". وأضاف: "للبائع لبس معين وأدوات معينة تضفي جانبا وبعدا تراثيا يذكر بحارات الشام القديمة، وكان بائع العرقسوس ينادي عليه ليجتمع الناس حوله لأخذ نصيبهم من هذا المشروب طلبا للراحة بعد عناء ثم يعودون إلى ممارسة أعمالهم". يذكر أن مادة العرقسوس تستخرج من شجرته التي تحمل نفس الاسم، وهي أكثر حلاوة من السكر، ويمكن مضغها مثل الحلاوة، وهناك 12 نوعا من جذور العرقسوس تختلف في الطعم، كما يضاف العرقسوس إلى مشروب الكولا ليعطيه الرغوة، وهو علاج لعديد من الأمراض كالكحة وأمراض الجهاز الهضمي وغيرها.