×
محافظة المنطقة الشرقية

طيران الإمارات تعزز فريقها الإداري في السعودية

صورة الخبر

بدأ الروائي الجزائري سمير قسيمي تقديم وإدارة موعد ثقافي أسبوعي بعنوان موعد مع الرواية بإشراف وزارة الثقافة، وجاء اللقاء الأول مع الروائيين احميدة عياشي وأمين الزاوي وحميد عبد القادر ومحمد ساري الذين تناولوا تجاربهم المختلفة في تناول العشرية الدموية التي شهدتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. وينتظر أن يفتح هذا الموعد -الذي سيستضيف شهريا كتابا عربا وعالميين- مختلف ملفات الرواية الجزائرية، فهل سيداوي جراح السردية الجزائرية التي يجمع الكثير على تراجعها عربيا بعد غيابها المكرر عن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية؟ يؤكد الكاتب قسيمي -مقدم البرنامج- للجزيرة نت أن اللقاء يسعى إلى لم شمل أسرة الرواية الجزائرية بعيدا عن كل حسابات أو إقصاء، بحيث سيستضيف كل المشتغلين في حقل الرواية بعيدا عن علاقاتهم ومواقفهم من صاحب النشاط أو وزارة الثقافة، لأن هدفه بالأساس هو إعادة النظر في الرواية الجزائرية كما تكتب الآن شكلا ومضامين. ويضيف أنه عبر ثلاث ندوات أسبوعية ينشطها أهم الفاعلين في الساحة السردية، ولقاء شهري مع كاتب عالمي أو عربي كبير سنحاول معا بعث إرث لم نحسن التواصل معه، وحداثة لم نتفاعل معها حقيقة خارج أطر القراء. حديث عن الأزمة ومع الخيبات المتكررة للرواية الجزائرية في الجوائز الإقليمية تجدد الحديث عن أزمتها مقابل نجاحات لنظريتها المكتوبة باللغة الفرنسية ممثلة في كمال داود الفائز بجائزة غونكور للعمل الأول، وبوعلام صنصال الذي نال جائزة الأكاديمية الفرنسية وغيرهم الذين توجت أعمالهم بجوائز دولية معتبرة. ومن هنا يرى قسيمي أن الحاجة لهذا البرنامج نابعة من كون الرواية الجزائرية تعيش أزمة حقيقية، ويؤكد أن الإخفاقات المتتالية للرواية الجزائرية في أهم الاستحقاقات السردية في العالمين العربي والغربي، وقلة الإصدارات، والتقاعد المبكر لبعض الروائيين وعدم محاولة البعض الآخر لتطوير منتوجهم، وانتشار ما أسميه الفساد النقدي أو ما يعرف بالنقد الخلاني يؤكد أن الرواية الجزائرية في أزمة. الرأي والرأي الآخر وعلى عكس الكثير من القائلين بـضعف النص الروائي الجزائري يرى الناقد قلولي بن ساعد في تصريحه للجزيرة نت أن الغياب الفادح لمؤسسات الإعلام الثقافي الأدبي القوي القادر على متابعة النص الإبداعي والدفع به إلى الأمام ووضعه أمام بصيرة القارئ العربي وفي متناول مختلف القراء العرب من المحيط إلى الخليج والنقاد العرب هو سبب هذا الغياب. ويضيف أنه لا يمكن أبدا أن تمطر سماء فضائنا الأدبي العليل ذهبا لأن قوة النص الإبداعي وجودته الفنية وحدها لا تكفي ضمن عالم لم يعد يرحم الضعفاء وذوي الإرادة الغائبة والوعي الإعلامي المنمط والثقافة البائسة المعرضة للتلاشي والزوال. ومن هنا جاء مثل هذا النقاش ليعيد طرح السؤال في اتجاهات مختلفة بحثا عن الإجابة. وفي السياق، تأسف الروائي كمال قرور الفائز سابقا بجائزة مالك حداد لما سماها ظاهرة الروايات الموسمية والتي يصدرها الكتاب وفق منظور مفاده أن من لا يصدر رواية كل سنة ليس كاتبا، وهو ما تسبب في حالة من الاستسهال والإسفاف والارتجال حتى أصبح النص الروائي الجزائري خارج مجال الترتيب في قوائم الجوائز العربية والعالمية، وهذا ما أحدث صدمة في وسط الكتاب أنفسهم والمتتبعين للشأن الثقافي في بلادنا. وبدا قرور متفائلا بنتائج موعد مع الرواية، وقال إنه إذا كانت هذه الجلسات منفتحة على الرأي والرأي الآخر واستقطبت كل الحساسيات دون إقصاء ودون تهميش ودون أحكام مسبقة فستنجح لا محالة، وستفتح آفاق الكتابة الجادة الواعدة.