تحقيق: أحمد راغب إقرأ كانت أول كلمة أنزلت على خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، في إشارة واضحةودليل قاطع على أهمية القراءة منذ أن عرفتها البشرية، فهي غذاء الروح والعقل ولا يمكن أن يحدث التطور وتحقيق الإنجاز دون القراءة التي تعمل على توسيع مدارك الفرد وتنمي معرفته وخبرته في كافة مجالات الحياة، حتى إنه يقال إذا أردت أن تكتب صفحة فعليك بقراءة كتاب كامل، الأمر ليس تعجيزياً إن صح التعبير، وإنما هو توضيح لأهمية القراءة التي تساعد الفرد على أن يكون واعياً مثقفاً في المجتمع. إن التطور الحاصل في مختلف العالم بشكل متسارع وضع بين أيدينا وأيدي أطفالنا كل الأجهزة الإلكترونية الحديثة والتي باتت الشغل الشاغل للأطفال في البيوت وأصبحت رفيقاً دائماً للفرد، فبات الجلوس على مقعد الحافلة وتناول الكتاب من الحقيبة شيئاً من الماضي لأنه استبدل بالأجهزة اللوحية بكافة أشكالها، حتى إن رؤية شاب أو فتاة يجلس في حافلة أو قطار أو طائرة وبيده كتاب باتت مثيرة للسخرية والضحك عند البعض، وهذا ما تسبب في بعد كبير عن القراءة، فقد يقف البعض في صف الدفاع عن الأجهزة الإلكترونية بحجة القراءة من خلالها إلا أن للكتاب رونقاً آخر لا يضاهيه شيء، وهنا لا نتحدث عن أن الأجهزة اللوحية كاملة السلبية وإنما في تفضيل الكتاب عليها. في مبادرة إيجابية بناءة وهادفة بدأت دولتنا وبقيادة حكومتنا الرشيدة بالتشجيع على القراءة من خلال مبادرة عام القراءة 2016 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في خطوة توضح لنا أنه آن الأوان بأن ننفض الغبار عن الكتب التي تكدست على الرفوف دون أن نكترث لها، وفي خطوة بالغة الأهمية والإيجابية في خلق مجتمع واع مثقف قادر على فهم ثقافات ولغات الشعوب وملم بكافة جوانب الحياة وخلق شخصية إيجابية تسهم في رفعة وتطور المجتمع ومبدعة في الوقت ذاته. تحقيقالفائدة المرجوة نجلاء عبد الله ديماس مديرة مدرسة توجهت بالشكر الجزيل للقيادة الحكيمة والرشيدة على مبادرتها وجعل العام الحالي عام القراءة، في خطوة تستهدف تمكين الطلاب من القراءة والتشجيع عليها وترك الأجهزة الإلكترونية جانباً في أوقات القراءة، مشيرة إلى أنها بدأت في مدرستها تقديم كافة ما يساعد على تشجيع الطلاب على القراءة بمساعدة المعلمين والمعلمات وتم تخصيص حصة في الأسبوع من أجل اصطحاب الطلاب للمكتبة من أجل اختيار الكتب التي تناسبهم وبدء القراءة فيها، ولم يقتصر الأمر على القراءة فقط بل لابد من التأكد من تحقيق الفائدة المرجوة من هذه الخطوة بأن يقوم الطالب في الأسبوع الذي يلي حصة القراءة بتقديم شرح مبسط لما قرأه وفهمه من الكتاب، إضافة إلى تبديل الكتب بين الطلاب وهذا يشكل ثروة معرفية بتنويع الكتب وتنويع المعرفة. وأكدت على أن حصة واحدة في الأسبوع لا تعتبر كافية بشكل كبير وإنما يجب أن تتخللها نشاطات متنوعة تسهم في تشجيع الطلاب على القراءة، وعمل مسابقات دورية بين الطلاب فيما يخص القراءة وتهدف جميعها إلى تشجيع الطلاب على الاهتمام أكثر بقراءة الكتب، كما أنها تساعد على تشكيل شخصية قوية للطالب. خلق مجتمعقارئ منذ الصغر من جانبها أكدت المعلمة منى محمد سيف الدين على أن تخصيص حصة للقراءة هي خطوة في الاتجاه الصحيح لخلق مجتمع قارئ منذ الصغر ولتعزيز هذه الرغبة والمساهمة في مبادرة عام القراءة يتم توزيع قصص على الطلاب لقراءتها وبعد الانتهاء من القراءة يقوم بعمل غلاف من ورق يقوم بالرسم عليه رسمة معبرة عن القصة التي قرأها ووضع عنوان مناسب لها، حيث تعتبر طريقة مثلى لترسيخ ما قرأه الطالب فالقراءة ليست تحريكاً للعينين يميناً ويساراً وليست تقليباً للصفحات فقط وإنما يجب أن ترسخ في الذهن وتبقى عالقة في الذاكرة حتى تنجح وينجح معها الطالب في أن يكون واعياً قادراً على القيادة بمدارك متسعة ووعي كامل، ومن ضمن المبادرات الأخرى التي أطلقتها المدرسة أشارت منى سيف الدين إلى أنه تم تخصيص نشاط صفي بأن يتم إحضار بعض الصور المترابطة والمتناسقة وتوزيعها على الطلاب من أجل كتابة قصة تتناسق وتتفق مع الصور الموجودة. ومن هنا ينطلق الطالب للقراءة في الكتب التي تناسب عمره والقصص الأخرى والاطلاع على صورها لتشكيل صورة ذهنية بكيفية الكتابة للقصة وكتابة موضوع يناسب الصور التي تم توزيعها، وإضافة إلى ذلك تم تخصيص جزء من السبورة يكتب عليها الطالب ماذا يحب من القراءة كقراءة الأناشيد أو القصص لإعطاء كل طالب ما يرغب في قراءته. مجموعة منالنشاطات الصفية المعلمة إخلاص عبد المجيد عليان أكدت أنها تساعد الطلاب على القراءة وتشجعهم لممارستها من خلال مجموعة من النشاطات الصفية التي تساهم في تشجيعهم على المواظبة الدائمة على القراءة وخلق جو من الألفة والحب بين الطالب والكتاب ولعل أبرزها جلبها لمصحف كبير. وطلبت من طلابها قراءة السور الصغيرة، إضافة إلى قراءة القصة التي بها نوع من المرح وهو الشيء المحبب للأطفال، وبدء العزف على وتر حب الأطفال لهذه القصص وتشجيعهم على قراءتها يعد تمهيداً لقراءة كتب متنوعة أخرى ولكن الأمور يجب أن تسير بالتدرج. خطوة بناءةلصالح الأطفال أشار مهند أبو الهدى مدير مدرسة إلى أن تشجيع الطلاب على القراءة يشكل تحدياً كبيراً خصوصاً إذا ما نظرنا لحجم اللهو الإلكتروني الكبير الذي ينعم به الأطفال دون اكتراث من قبل أولياء الأمور وهذا ما قد يؤدي لصعوبة في ربط الطالب بالكتاب على دفعة واحدة بل لابد من تضافر جهود المدرسة والأسرة لتحقيق ذلك. وأكد أن عام القراءة جاء في وقته المناسب وخطوة بناءة تصب في صالح الأطفال بالدرجة الأولى لأننا بأمس الحاجة لهكذا مبادرة خصوصاً في ظل منافسة الأجهزة الإلكترونية للكتب، فأصبح الطالب مستهلكاً إلكترونياً وهذا ما سيؤدي لحالة من النفور في قراءة الكتب، لذا فإن التوجيه والتحفيز من قبل المعلمين وعمل نشاطات صفية يساعد على القراءة تعتبر من أولويات أعمال المعلمين مع الطلاب وتكثيف الزيارات للمكتبة من أجل وضع الطلاب في جو القراءة وتشجيعهم على الإمساك بالكتب وقراءتها، فبمجرد أن يمسك الطالب كتاباً لقراءته سواء أعجبه الغلاف أو لفت نظره وبدأ يتصفح به هو بحد ذاته خطوة تساعد وتمكن الطلاب من الاستمرار والرغبة في القراءة، فتنوع الكتب داخل المكتبة يساعد على إقبال الجميع على القراءة كل حسب رغبته. وأضاف أنه لابد من مساعدة أولياء الأمور في تشجيع الأبناء على القراءة كأن يقرأ الأب كتباً أمام ابنه لخلق نوع من الغيرة، وإقبال الطفل على أن يمسك شيئاً يقرأه، فالمدرسة وحدها لا يمكن أن تنجز المهمة كاملة دون مساعدة أولياء الأمور. القراءة أهم الواجبات تجاه الأطفال أجمع أولياء الأمور على أن القراءة تعتبر من أهم الواجبات التي يقومون بها تجاه أطفالهم لتشجيعهم على القراءة ولتحقيق الفائدة الكبيرة بتحصيل علمي مرتفع، فالقراءة ليست مجردة قراءة فحسب بل إنما لكتبهم الدراسية في المدرسة من أجل الحصول على علامات مرتفعة، ومن هنا لا بد من بذل جهود أكبر في تشجيع الطلاب على القراءة وتخصيص وقت لها يمنع خلاله من حمل الأجهزة الإلكترونية لضبط الطفل واعتياده على القراءة التي تعتبر لبنة أساسية وقلباً نابضاً لمستقبل أطفالنا.