تواصل "الجنادرية " فعالياتها باستقبال زوارها القادمين من داخل المملكة وخارجها من المحبين والعاشقين للتراث والأدب، الراغبين في الاطلاع على إرث أمة وتراث بلد عظيم يعادل في مساحته "قارة" اجتمعت في قرية واحدة، أو موقع واحد، هو الجنادرية. المملكة الشامخة بحضارتها المتباهية بنهضتها.. «تراثها» يجتمع في مكان واحد اليوم، وكل يوم، منذ انطلاقة المهرجان.. تقرع الطبول مع ترديد الأبيات الشهيرة "نحمد الله جات على ما نتمنى من ولي العرش جزل الوهايب" أو غيرها من الأبيات والقصائد، فأنت أيها الزائر امام موروث من المنطقة الوسطى او بالأدق امام العرضة السعودية النابعة من قلب المملكة، وحينما ينخفض إيقاع الصوت يخرج لك لون آخر من الجنوب كالخطوة والقزوعي، ولون آخر من الشمال كالدحة. ومن الشرق تسمع أهازيج البحَّارة التي يقابلها صوت مزمار الساحل الغربي مروراً بالخبيتي والسامري في هذه القرية التراثية "الجنادرية" التي تقدم مئات الألوان الشعبية من تراثنا اللامادي. ليس الهدف من ذكر ما سبق بيان الموروث بألوانه وتفاصيله، بل بيان حجم هذا الوطن الذي اتحد وشكل وحدة وطنية لا مثيل لها، هذا النسيج الاجتماعي الواحد هي الصفة البارزة والجميلة لأبناء هذا الوطن فتجد ابناءه من الشرق يطلعون على موروث أبنائه في الغرب والشمال في الجنوب والعكس، مرورا بالوسطى، كل منهم يعلم الآخر بتفاصيل تراثه المادي وموروثه الشعبي وتطبيق استخدامه. زائر الجنادرية يختصر الزمان والمكان للاطلاع على تراث المملكة القارة الشامخة بحضارتها وتراثها القديم، المتباهية بنهضتها وحللها الحاضرة الجميلة. التصاميم العمرانية للمناطق والمدن السعودية القديمة التي سبقت مواد البناء الحديثة التي خصصت نماذج منها داخل القرية التراثية، ما هي الا دلالة على حجم المملكة الجغرافي المترامي الأطراف، التي لعب اختلاف تضاريسها ومناخها من مكان لآخر دوراً في هندسة عمارتها القديمة. التراث المادي هو الآخر حرف جميلة وسلع لم تعد متوافرة إلا بالقرية التراثية بالجنادرية فلكل منطقة تراثها الخاص الذي تفتخر به سواء كانت أواني أو معروضات خزفية أو جلدية أو خشبية استبدلت بالأواني النحاسية والماركات العالمية. الزي هو الآخر كان حاضراً في الجنادرية على اختلاف المناطق جميعها وإن اختلف زيها إلا أن قلوبها متحدة على حب هذا الحضن الدافئ الجميل الذي احتوى جميع أبناء الوطن. اليوم الثاني شهد إقبالاً كبيراً وقوة شرائية ضخمة من قبل الزوار الذين حرصوا على اقتناء التراث والحرف المتميزة من أي ركن كان من أركان موروث المملكة المملوء الهائل.