×
محافظة المنطقة الشرقية

المفوضية الأممية لتقصي الحقائق حول سوريا: آلاف المدنيين اعتقلوا وعذبوا واختطفوا من قبل الحكومة السورية

صورة الخبر

المرة الرابعة في «الأهرام» كانت في ملحق الجمعة الأسبوعي بقلم، أو بريشة الزميلة سهير حلمي، تحت عنوان مأخوذ من إحدى أغاني فيروز «ورد وحكي وأشعار». لن أنقل شيئًا من النص نفسه، لأن الكرم كان طائيًا وفوق طاقات وأحكام الشكر والامتنان. وأصل إلى سناء البيسي، التي يلقّبها مفيد فوزي بـ«القذيفة». أما أنا، فمنذ أن قرأتها أول مرة، تذكرني بالشلال العالي قرب قريتي. شلال يتدفق بلا حساب، حاملاً مياهه معه من شتى الينابيع، ليلقيها مرة واحدة من علٍ. لم أقرأ سناء البيسي مرة بغير هذا الشعور. وعندما كَتَبَت عن الإسكندرية أن ترابها زعفران، ذكرتني بعبق مجلس هارون الرشيد الذي كان يقال إنه مضمّخ بالبخور والزعفران وماء الورد. يوم كان أحمد بهاء الدين رئيسًا لتحرير «الأهرام»، وحتى بعدها، طلب مني كتابة مقال أسبوعي للجريدة. كررت الاعتذار من أحب الصحافيين بداعي أنني «لا أريد أن أضيع بين الكتّاب المصريين». لكن سناء البيسي تعتبرني واحدًا من مصر. من أهلها وكتّابها وجنودها ومدمني حدائق النيل. وتعرض في صفحتها الأسبوعية مجموعة مقتطفات لا نهاية لها من هذه الزاوية، ثم ترمي لي بالتاج المهني من الضفة الأخرى للنيل، إذ تقول إنها تقرأ هذا المحبِّر منذ أن انضم إلى «الشرق الأوسط» عام 1987. أيضًا لا أستطيع أن أنقل شيئًا من نص سناء البيسي رغم هذا الشعور العارم بالاعتزاز والامتنان، لكنني سأنقل فقط خاتمته «هل قرأتَ سمير اليوم»؟ كل ما أستطيع أن أفعله، ما بين مقتضيات وضرورات وفروض التواضع، وما بين فرض الاعتزاز والامتنان، هو أنني سوف أنشر مقال سناء كمقدمة لكتابي المقبل. كتب الدكتور مصطفى الفقي في «المصري اليوم» في تكريم هذه الزاوية، يقول إنني أمضيت جزءًا من شبابي في مصر. والحقيقة أن أطول زيارة إلى مصر لم تزد على الأسبوعين. غير أنني أمضيت ردحًا من عمري «مع مصر في كل مكان». مع طه حسين، وأم كلثوم، والعقاد، وفاتن حمامة، ويوسف إدريس، وصلاح جاهين، وبديع خيري، ونجيب الريحاني، وأنيس منصور، ويسرا، وعبد الحليم، والعقاد، والحكيم، والنيل و«الأهرام»، ومحمد صدّيق المنشاوي، وعمر الخيام، الزمالك، وأفراح السويس، وأحزان، وقلق اليوم.