< يوم الثلثاء الماضي كنت أحد الحاضرين في العاصمة أبوظبي في أول حفلة لتوزيع جوائز اللؤلؤة برعاية الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية وأبوظبي للإعلام التي كانت صاحبة الفكرة عبّر رئيس مجلس إدارتها الأخ والصديق محمد إبراهيم المحمود وهو الرياضي الأصيل الذي كان أميناً عاماً لمجلس أبوظبي الرياضي سنوات طويلة، ولازالت معظم اهتماماته رياضية. ويوم الثلثاء صفقنا للغاني فيفي أنامان الذي بكى وأبكانا لكونه أول شخص في التاريخ يحمل أول جائزة من جوائز اللؤلؤة، وهو الذي لم يغادر بلده غانا إلا ليتوج وعمره 21 سنة فقط مروراً بصحافيين ومصورين وأصحاب مبادرات من الصين والهند وكوبا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وانتهاء بكريستينا نوبل التي تساعد أصحاب الإعاقات ولا تسعى للتربح من وراء عملها. وبالطبع لا بد من شكر أبوظبي للإعلام على إصرارها على تحويل ما أطلقته يوم 2 مارس 2015 إلى حقيقة يوم 16 ديسمبر 2015، ونشكرها أنها لم تتدخل في عمل اللجنة التي أمضت 6 أشهر تتنقل بين 14 بلداً وتحضر 15 حدثاً قارياً وعالمياً كي تجد الأفضل من العاملين في الوسط الإعلامي الرياضي بعيداً من المجاملات والمحسوبيات والواسطات وتمسيح الجوخ والذقون. والطبيعي أن هناك فارقاً بين الصحافة والإعلام المكتوب وبين المرئي والمسموع، ومن الطبيعي أيضاً أن تكون الجوائز عرضة للنقد أكثر مما هي عرضة للإشادة خصوصاً ممن لم يفوزوا بها أو يشعرون أنهم يستحقونها ولم يتوجوا بها، فما بالكم إذا خرج كل العرب من مولد أول لؤلؤة من دون حتى حمصة واحدة سوى وجود رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الزميل محمد جميل عبدالقادر، الذي شارك بتسليم إحدى الجوائز فقط، وسبق وكتبت أكثر من مرة أن الإعلام الرياضي العربي مظلوم ولا يجد من يمثله خير تمثيل ولم يخرج من دائرة التهميش على مدى السنين وبقي اتحاداً مثل (قلّته) فهو لم يحم صحافي أو إعلامي يوماً من تعسف الجهة التي يعمل بها ولم يساعد في السفر أو بطاقات الاعتماد لأحد، ولم يقم سوى ببضع ندوات وتكريمات يغلب عليها الطابع (الشكلي والبهرجي والكثير من المجاملات لأصحاب الأصوات الانتخابية) من دون أن يكون لهذا الاتحاد قوة أو قدرة أو حتى صوت وسبق وانقسم إلى فرعين والآن دخل معه اتحاد للإعلام الخليجي. ومع ذلك يبقى ثلاثة أرباع العاملين المؤثرين في الإعلام الرياضي خارج أي هيئة أو جهة عربية حقيقية خصوصاً أن هؤلاء العاملين لا ينتمون لحكومات أو يعملون في مؤسسات حكومية بل قنوات ومطبوعات خاصة. وبالتأكيد لن تقوم قائمة لأي اتحاد صحافي أو إعلامي عربي ما لم تكن له الاستقلالية المالية والقوانين التي تحمي من يعملون في «السلطة الرابعة» أو يفترض بها أن تكون سلطة رابعة، وبالتأكيد سيضل الإعلامي «وليس الصحافي الرياضي فقط»، يبحث عن جهة حقيقية تمثله ولا أجدها سوى في الاتحاد الدولي وليس في أي جهة عربية تفتقد أول ما تفتقد للتنظيم والصدقية والاستقلالية والقدرة على الوقوف بجانب منتسبيها. شكراً أبوظبي للإعلام، وشكراً لمحمد إبراهيم المحمود، وشكراً لمن فكر وخطط ونفذ لجائزة بتنا نعتبر أنفسنا ننضوي تحت لوائها. mustafa_agha@