نظام الملالي في إيران لا يقتصر دوره على تصدير الثورة العبثية وتهديد الأمن وزعزعة الاستقرار في المنطقة والبلدان المجاورة بل إنه يتجاوز ذلك في نهب ثروات البلاد وتسخير العباد في سرقة عرق الإيرانيين، في مثال قذر لعصابة تهيمن على السلطة وتسعى فسادا تحت مظلة الولي الفقيه. فسياسة أصحاب النفوذ في طهران تستنزف جهد العمال والكادحين في المجتمع الإيراني لنهب أجورهم وحقوقهم، جعلت إيران تتصدر قائمة النهابين لحقوق العمال، حيث أكد عامل حكومي باسم رحمت الله بور موسى الذي يحمل عنوان رئيس المجلس الأعلى لمجمع العمل لخراسان أن إيران تحتل المرتبة الـ 138 من أصل 144 دولة في قائمة منظمة حقوق العمل العالمية. مع أن هذا التصنيف أتى على أساس معطيات قدمتها المؤسسات الرسمية للنظام غير أنه إذا استعرضنا نهب حقوق العمال الإيرانيين بشكل واقعي حتى تلك الدول الـ 6، هي الأخرى ستسبق النظام في القائمة، إذ أنه منذ تكوين هذا النظام لا ينسجم قانون العمل وحقوق العمال أساسا مع المعايير الدولية وما قد تمت صياغته كان مجرد مبرر للعقائد الرجعية للنظام ضد العمال كما أن مختلف المؤسسات المختلقة من النظام من بينها بيت العامل ووزارة العمل والمجلس الأعلى للعمل والمجلس الإسلامي للعمل وأمثالها تقمع احتجاجات العمال والكادحين المجحفة حقوقهم وتتذرع على الدوام بحجج واهية، على سبيل المثال أن الثورة حديثة الولادة، والأمور ليست على ما يرام، البلاد تمر بحالة حرب فلا تتكلموا، نعيش تحت العقوبات الدولية، تكاليف الإنتاج باهظة، هناك ركود، وغيرها. وخلال مقارنة مستوى الدخل لعمال إيران بعمال العالم، اعترفت صحيفة اعتماد الحكومية في شهر ديسمبر الماضي بأن العمال الإيرانيين يتلقون خُمس رواتب أمثالهم بالعالم وكتبت: «إن العامل الإيراني يتلقى راتبا قدره 197 دولارا شهريا ما يعادل دولارا واحدا و12 سنتا في الساعة مقابل 176 ساعة اشتغال جبري، ويضطر العامل الإيراني إلى العمل حتى 17 ساعة يوميا حتى يتمكن من توفير تكاليف معيشته». وقد أعلن المصرف العالمي أن الدخل السنوي الإيراني في 2014 يبلغ 5 آلاف و443 دولارا بينما الدخل السنوي للدول المجاورة لإيران مثل أذربيجان يساوي 7 آلاف و884 دولارا، البحرين 24 ألفا و855، العراق 6 آلاف و420، سلطنة عمان 19 ألفا و309، السعودية 24 ألفا و161، تركيا 10 آلاف و515. إن نظام الملالي ولغرض نهب أجور العمال الإيرانيين يدعي بعض الأحيان بتواجد الأيام العطلة الكثيرة وتدني ساعات الاشتغال لهم مقارنة بسائر عمال العالم يرتفع إلى 44 ساعة في إيران بينما معدل استغلا العمال في الدول الصناعية 35. وعن استثمار وحشي يمارسه حكم الملالي بحق العمال الإيرانيين، كشف عنصر حكومي يدعى غلا مرضا عباسي رئيس الرابطة العليا للجمعيات المهنية للعمال الإيرانيين إلى المستوى المتدني لرواتب العمال في البلاد معترفا بأن نظام الملالي قاد العمال من خط الفقر إلى خط الموت قائلا:«يجب أن نقبل أنه لدينا كان خط الفقر لكنه قد وصل إلى خط الموت حاليا وهذا لا مناص منه».