توفيق عابد - عمّان عزا مبدعون أردنيون مسؤولية غياب الرواية الأردنية عن جائزة البوكر العربية إلى اتكائها على القراءات التاريخية وعدم قدرتها على بناء حميمية مع القارئ، وقالوا إن كثيرا من الناشرين الأردنيين لا يملكون المغامرة ويركزون على البيع وليس إثبات الحضور في النشاطات الثقافية. وأعرب الناقد والشاعر عبد الله رضوان عن سعادته لغياب الرواية الأردنية عن القائمة الطويلة لجائزة البوكر لهذا العام بسبب صحة وموضوعية ودقة الموضوعات التي طرحتها الرواية الأردنية، فالمتتبع للروايات العربية الفائزة خلال السنوات الماضية يلمس عنصرا رئيسا متكررا هو الإعلاء من الانحرافات الاجتماعية التي قد توجد في المجتمع العربي، إذ يجري تضخيمها وإبرازها باعتبارها ملمحا رئيسا في المجتمع كرواية عبده خال "ترمي بشرر" الفائزة عام 2010. ليلى الأطرش: الجوائز ليست مؤشرا على جودة الرواية (الجزيرة) هاجس التاريخ وقال رضوان للجزيرة نت إن موضوعية الحكم تتطلب نظرة هادئة ودقيقة للروايات الأردنية المنجزة عام 2014، كاشفا أنه لاحظ على الروايات التي قرأها لأسماء معروفة سيطرة الأحداث التاريخية، بحيث أصبحت أقرب إلى التاريخ منها إلى العمل الفني الروائي الذي يوظف التاريخ. ويواصل رضوان قائلا إن الروايات التي اطلع عليها في الأردن "متقنة شكلا، بل تكاد تكون محكمة البنية، لكنها بلا روح أو مشاعر، وغير قادرة على بناء حميمية مع القارئ فيظل غريبا عنها وحياديا في التعامل معها بدل أن يكون جزءا من شخصياتها". من جهتها، ترى الروائية ليلى الأطرش أن الجوائز ليست مؤشرا على جودة الرواية أو أفضلية رواية على غيرها لأن عملية الاختيار تخضع لذوق لجنة الجائزة أولا ولاعتبارات أخرى كالمحاصّة الجغرافية ثانيا، حسب تعبيرها. وحول ارتفاع عدد الكاتبات المتقدمات لنيل البوكر العربية هذا العام، ترى الأطرش أن الروائيات العربيات استطعن أن يضعهن أقدامهن بقوة ويثبتن حضورهن على خريطة الرواية العربية. قاسم توفيق: الناشر الأردني لا يثق بكفاءة المنتج الأدبي المحلي (الجزيرة) خبرة الناشرين أما الروائي قاسم توفيق، فيرى أن عدم ظهور الرواية الأردنية ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية أمر لا يخص الأردن من وجهة نظر إبداعية أو أدبية فحسب، لافتا لعوامل أخرى أهمها أن العديد من الناشرين الأردنيين حسب رأيه كسالى في التوجه إلى الجوائز الإبداعية. وقال توفيق للجزيرة نت إن دور النشر اللبنانية قد تكون أكثر دور تقدم أعمال أدبية نتيجة احترافية الناشر اللبناني ووعيه للغاية من الطباعة والنشر، وهذه مسألة لم تترسخ بعد في وجدان الناشر الأردني. وتحدث قاسم عما سماه "قمع الثقافة في الأردن"، وهذا ينعكس -حسب رأيه- على جميع الأطراف المعنية بالثقافة، معربا عن اعتقاده أن الناشر الأردني لا يثق بكفاءة المنتج الأدبي المحلي ولا يملك روح المغامرة ليقدّم الأعمال الروائية، ولا يثق برؤاه لهذا العمل عندما قام بطباعته لأنه يمارس عملا تجاريا بحتا. من جهته، اعترف الناشر أكرم سلامة بمسؤولية الناشر في غياب الرواية الأردنية عن الجوائز العربية، وقال للجزيرة نت إن الناشر الأردني يركز على البيع وليس على المشاركة في النشاطات الثقافية، وهو ما ينعكس على تقديم الرواية الأردنية للمنافسة أو الجهات المانحة للجوائز.