×
محافظة المنطقة الشرقية

القصباء تعزف لحن «الليالي التركية»

صورة الخبر

حققت أمسية خاصة على المحطة الفرنسية الثانية، موضوعها «المراهقون الفرنسيون المتوجّهون للجهاد في سورية»، أعلى نسب متابعة، وتضمّنت الأمسية التي استمرت قرابة الأربع ساعات، فيلماً تلفزيونياً وحلقة نقاش ووثائقياً. وتشغل قضية الجهاديين من أصل فرنسي الإعلام والجمهور، ولا غرابة إذ وفق وزارة الداخلية الفرنسية، فإن زهاء 1700 فرنسي، معظمهم دون الـ25، منغمسون في شكل أو في آخر» بالجهاد» في سورية. لذلك، كان هؤلاء مركز اهتمام السهرة التي استُهلّت بفيلم «لا تتخلوا عني». جذب الفيلم أكثر من 5 ملايين مشاهد، محققاً بذلك أعلى نسبة متابعة، وهذا على رغم أن الأفلام التلفزيونية لا تجذب عادةً جمهوراً كبيراً، لكن قصة المراهقة «شامة» شدت الجمهور بحساسيتها وصدقها. فهذه الشابة التي لم تبلغ سن الرشد بعد، كانت تحضّر نفسها للذهاب إلى سورية للقاء زوجها «المجاهد» الذي تعرفت إليه عبر الشبكة! ويسرد الفيلم جهود والدين يفعلان المستحيل لإنقاذ ابنتهما من براثن «التجنيد» ولجعلها تتخلى عما تعتقده «قدرها» الذي يدفعها الى الالتحاق بالجهاد! تلى الفيلم برنامج نقاش عن «الذاهبين الى الجهاد في سورية»، شخصياتهم ودوافعهم وأسباب عودة بعضهم الى فرنسا وتقنيات أدلجتهم المستخدمة من «داعش» والحلول التي وضعتها الحكومة... شارك في النقاش محللون سياسيون واختصاصيون بـ «التجنيد الأيديولوجي»، وأيضاً آباء سردوا تجربتهم الأليمة مع أبنائهم الذين رحلوا إلى هناك، كما حضر جهاديون تائبون كانوا على دراية تامة بميكانيكية الوقوع في فخ التطرف. وفي نهاية الأمسية، طرح فيلم وثائقي قضية الهوية والانتماء الى فرنسا بلقائه طلاباً فرنسيين من أصول مغاربية وأفريقية. في «الفرنسيون، هم الآخرون»، بيّن هؤلاء الأفكار المسبقة التي يقعون ضحيتها. لكن ميزة الفيلم إظهاره، عبر استجواب خضع له هؤلاء من معلميهم، بعيداً من مراجعهم ونفوذ الجماعة، مدى تأثير تلك في سلوك الفرد وتفكيره وفي مشاعر الهوية، وكيف يمكن أراءه أن تبدو متناقضة، له أولاً، حين يوجد بمفرده بعيداً من أولئك. من المفيد هنا، ذكر تحليل أسير فرنسي سابق لدى «داعش» أصدر كتاب «جهاد أكاديمي». يقول نيكولا حنين أن سورية باتت كـ «ديكور يأتي إليه هؤلاء لتصفية حساباتهم مع الغربيين»، وأن «داعش» يفضل الشباب بين 18 و23 لهشاشتهم وتقبّلهم التطرف، ويقنعهم بأنهم أبطال لا يعرفون قدر أنفسهم! ويذكر حنين أن أحد «الجهاديين» الفرنسيين كان يتابع برامج الجريمة على التلفزيون ويتخيل نفسه بطلاً لحلقة مقبلة! ويؤكد أن لديهم، إضافة الى التمرد، نرجسية ودوافع للظهور تشبه دوافع هؤلاء الذين يظهرون في برامج تلفزيون الواقع»، وهم «يقومون بالجهاد كما لو أنهم يشاركون في حلقة «لوفت ستوري»!