أرجع أخصائي نفسي حالة العناد التي يتميز بها عدد كبير من الأطفال إلى 4 اضطرابات سلوكية ونمائية يعاني منها الطفل العنيد، مشيرا إلى أن وقت ظهور هذه الأعراض يتضح للأهل منذ عمر العامين. وقال الأخصائي النفسي صالح البراك إن الاضرابات - التي يجب على الأهل ملاحظتها وتكون عادة سببا في معاناتهم معهم من مشكلة العناد- هي عناد الطفل لفترة زمنية محددة أو أثناء تجربة معينة، وممارسته لهذا العناد لفقد قدرته على التركيز بسبب نشاطه المفرط، وكذلك فإن افتقاره للمهارة اللازمة للتعامل مع الموقف يدفعه للعناد، وأخيرا يحدث العناد عند الرغبة في فرض السيطرة والتحكم والتأثير على مشاعر أبويه. أسباب التصرف يشير البراك في محاضرة له حول تربية الطفل العنيد نظمتها مجموعة الكون لأولياء الأمور من الجنسين أخيرا في الدمام الى أن هناك 3 أساليب أبوية يسهم فيها الأبوين في ظهور وتفاقم مشكلة العناد لدى الطفل ومنها: الأب الصارم أو المسالم بزيادة عن اللزوم، الأب الديكتاتوري والمتحكم والقاسي، والأب المتوجس والذي يخاف من ردة فعل المجتمع تجاه ذاته وشخصيته. مشددا على الأهل بضرورة ضبط انفعالاتهم والسيطرة عليها حينما يبدر من الطفل سلوك غير مناسب والاكتفاء بالتعبير أمامه عن حزنهم لقيامه بذلك السلوك. بداية العناد يقول البراك إن حالة العناد التي يعاني منها بعض الأطفال هي أشارة واضحة يبعثها هذا السلوك للأهل بضرورة تعديل سلوكهم بالخصوص في تعاملهم مع الطفل في مرحلة النمو الحساسة من عمر عامين وحتى 7 سنوات والتي يحتاج فيها الطفل الى اشباع حاجته والاهتمام بوجوده والسماح له بالتمتع بفترة للعب والحركة كافية. وأضاف الاخصائي البراك بأن العناد مشكلة مشهورة ومعروفة ومنتشرة في سلوك الاطفال ويمكن التعرف عليها من خلال ملاحظة رفض الطفل لتنفيذ الاوامر والاصرار على ما يقوم به من تصرفات حتى وان كانت خاطئة وغير مرغوب بها. وأضاف أن الدوافع تتمثل في حاجة الطفل للانتماء والتقدير، وحاجته للمحفزات المتناسبة مع عمره، وأيضا غياب مهارات التواصل وحل المشكلة. المراحل المرحلة الأولى تبدأ من عمر السنتين وحتى السنة الخمسة وبعدها يندمج الطفل مع الأسرة، أما المرحلة الثانية فتكون بداية المراهقة حتى يثبت ذاته واستقلاله من جديد. ومن أشكال هذا التصرف لعناد الذي يفتقد للوعي كالسهر إلى مابعد منتصف الليل رغم دوام المدرسة الرسمي، وهناك العناد النفسي كالإضراب عن الطعام رغم الجوع، والعناد الفسيولوجي، وأخيرا العناد السلوكي الذي قد يستفحل ويحوله إلى شخص عدواني ويؤدي إلى نتائج كبيرة كالقتل. حل المشكلة تتمثل الطرق الصحيحة للتصرف مع الطفل العنيد في استخدام أساليب الترغيب والترهيب والتقدير، والتصرف بحزم معه بدون اللجوء إلى الصراخ والضرب، وإشعاره أن هناك عواقب لكل خطيئة وإن هناك رقيب غيبي عليه، وإعطاءه السيطرة ولكن بشكل مناسب. وأشار الاخصائي البراك بأن حالة العناد تدفع الطفل للتعبير عن حالتين من الغضب هما الغضب الايجابي والذي يتصرف الطفل فيه بالصراخ، الرفس، كسر الأشياء أو تخريبها، أو الغضب السلبي ويتمثل في انسحاب الطفل وانطواءه مع كبت للمشاعر، حيث يرفض الطعام والذهاب إلى المدرسة.