•• لم يكن أمام الدولة طريق آخر.. لتوسعة المطاف بالحرم المكي الشريف.. وكذلك في المضي لتنفيذ بقية المشاريع المتصلة به سوى اللجوء إلى تخفيض عدد الحجاج هذا العام بنسبة 20 %، وإن كانت الحاجة ما تزال أكبر إلى إنقاص العدد لاستكمال بقية تلك المشاريع حتى يجد الحجاج أو المعتمرون أنفسهم في يسر وسهولة كافيين وهم يؤدون مناسك الحج أو العمرة. •• لم يكن هناك من بد عن اللجوء إلى هذه الطريقة وإلا فإن المملكة تتمنى أن يزيد عدد الحجيج والمعتمرين سنة بعد أخرى، لأنها تقوم بأداء رسالة وتضطلع بدور فريد لا تشاركها فيه دولة من دول الأرض.. ولا تشرف بنفس الشرف أمة من الأمم.. •• فعلت الدولة هذا رغما عنها.. وتجاوبت معها الدول العربية والإسلامية وسائر دول العالم التي توجد فيها أقليات إسلامية.. وإن كان تجاوب المعتمرين من الداخل سعوديين ومقيمين لم يكن بالمستوى نفسه من التعاون والتجاوب.. حيث تدفقت على مكة المكرمة خلال شهر رمضان أعداد كبيرة ربما تفوق نسب المعتمرين السنوية المألوفة في الأعوام السابقة وتلك حالة غير مشجعة.. وغير مريحة.. لأن المواطن والمقيم يفترض فيهما أن يكونا أول من يتفهم الحاجة إلى التخفيف على ساحات الحرم والتوقف عن العمرة تماما. •• والحقيقة أن المشكلة الأكبر من تزايد عدد المعتمرين من الداخل هي.. تأثر دخول المطوفين والمستثمرين أو المستفيدين من مواسم الحج والعمرة في مكة المكرمة كثيرا بذلك التخفيض. •• فهم كمواطنين.. وكمسلمين يتفهمون إجراءات الدولة تلك ويدركون أهمية وضرورة التجاوب معها.. لكن التزاماتهم المبكرة بدفع أجور أماكن ومحلات شاسعة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لاستيعاب حجاجهم والوفاء بالتزاماتهم كان قد حدث منذ بداية العام.. تجنبا لأي تقصير تجاه من يتحملون مسؤولية رعايتهم أو استضافتهم أو إعاشتهم.. أو ضمانة تنقلاتهم السهلة.. •• هؤلاء المتضررون يعتبون كثيرا على وزارة الحج وكذلك على الوزارات والأجهزة والقطاعات المعنية التي لم تبلغهم بذلك قبل فترة كافية لتفادي التعاقد مع تلك المنشآت والخدمات والإجراءات وتطالبها في نفس الوقت بالتعويض. •• صحيح أن الجميع مطالب بأن يضحي من أجل ضيوف الرحمن والطائفين بالبيت العتيق.. لكن الأكثر صحة هو أن معالجة وضعهم.. وتقليل خسائرهم.. وتعويضهم هو أمر مطلوب التفكير والبت فيه.. والاحتراز من تكرره بشكل أو بآخر في المستقبل. •• ولا أعتقد أننا سنحار في العثور على طريقة أو وسيلة لمعالجة هذا الوضع واحتوائه. *** ضمير مستتر : •• الخير في بلد الآخرين.. وفي أهله على مدى الساعة..