فاجأت الفنانة سميرة توفيق الجمهور العربي بعد إطلالتها في مهرجان «ربيع سوق واقف 2016» في الدوحة الثلاثاء الماضي، رغم إعلان إدارة المهرجان عن «سمراء البادية»، إلا أن إطلالتها كانت مفاجئة، تأثير المرض لم يأخذ حيزا كبيرا من أدائها، كانت تغني وكأنها على عتبة مسرح عجرم في بيروت. علاقة سميرة توفيق مع الوعكة الصحية قديمة، إذ بدأت أعراض المرض تظهر على أدائها المسرحي في منتصف الستينات، حتى ودعت العمل الفني في تسعينات القرن الماضي بعد زواجها الوحيد، كما تقول رواية تاريخية. بدأت ابنة السويداء الغناء عندما كانت صغيرة، واشتهرت بأداء الأغاني البدوية، وانتشرت أعمالها ما دفع بكبار الفنانين والملحنين للتعاون معها، واحترفت التمثيل السينمائي، وعرفتها أجيال منتصف الستينات والسبعينات عبر أكثر من 15 فيلما. عودة المطربة الكبيرة شهدت زخما كبيرا في الأوساط الفنية، إذ غنت باقتدار كبير في مسرح ملأه نحو ثلاثة آلاف من الجمهور بحسب إحصاءات صحافية، واستطاع «سوق واقف» أن يخطف سبق عودة النجمة العربية بعد انقطاع استمر لـ19 عاما. وبدأ الحفل عند السابعة مساء، وإقبال الجمهور كان في وقت مبكر، لينتظروا طلة الغائبة الكبيرة، ويستمعوا إلى أعمالها المسجلة في أفئدة أجيال متعاقبة، رغم أن اسمها بدا في الخفوت، بيد أن أعمالها الخالدة منتشرة بين فئات عمرية صغيرة، كـ«وبالله تصبو هالقهوة».