احتفل أمس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بمناسبة مرور ثلاثين عاما على تأسيسه .. وهذا المركز - رغم خفوت صوته وعدم انتشاره إعلاميا - ساهم في نشر الأبحاث الجادة التي تدخل في نطاق أغراضه وامتد نشاطه وتعاونه إلى أبرز المراكز المماثلة في العالم واحتضن عشرات العلماء والباحثين.. وكان نموذجا للمركز المتخصص الذي يعمق الدراسات التي تدخل في نطاق اهتمامه. والمراكز المتخصصة في كل مجالات العلوم التطبيقية والنظرية سمة المجتمعات المتطورة، إذ لم يعد الحديث العام أو المعالجة السريعة يكفيان لسبر أغوار القضايا ومعرفة دقائقها، ولهذا نجد في المجتمعات المتقدمة المراكز المتخصصة في كل شيء حتى في قضايا تبدو للبعض غير ذات أهمية. ونحن ما زلنا في حاجة إلى الاهتمام بهذا الجانب، فالمراكز المتخصصة لدينا قليلة جدا ولا تتفق مع إمكانياتنا واحتياجاتنا العلمية والأدبية والاقتصادية، فمتى نرى اتساع دائرة المراكز المتخصصة واستقطاب العلماء والباحثين لها لإثراء الأبحاث والتواصل مع زملائهم. ورغم أن المراكز المتخصصة تقوم في الأساس على البحث العلمي والعلماء والباحثين، وبالتالي فإن مكانها الطبيعي هو الجامعات، إلا أن الجامعات وغيرها من المراكز تحتاج إلى المال الذي يمكنها من أداء دورها بشكل سليم ومؤثر. متى يلتقي المال لدينا - وهو موجود ولله الحمد - مع أهل العلم والباحثين لإثراء البحث وإنشاء مراكز متخصصة في كل مجال. بلادنا فيها الخير الكثير وأهلها لا يبخلون عليها وعلى رفع مكانتها العلمية والأدبية بين الأمم.