الرمادى- ا ف ب :تقدم 44 نائبا عراقيا باستقالاتهم بعد فض اعتصام مناهض لرئيس الوزراء في محافظة الانبار الاثنين، مطالبين بسحب الجيش من المدن واطلاق سراح نائب سني اعتقل السبت الماضي.واعلن النائب ظافر العاني في بيان تلاه في مؤتمر صحافي والى جانبه رئيس البرلمان اسامة النجيفي "قدم اعضاء مجلس النواب من قائمة المتحدون للاصلاح استقالاتهم"، معلنا اسماء 44 نائبا قرروا الاستقالة. البيان اعتبران الاحداث الجارية في الانبار تشكل "حربا بعيدة عن الارهاب، هي بالتاكيد ليست حرب الجيش ضد الشعب، وليست حرب الشيعة ضد السنة، انها حرب السلطة، حرب الامتيازات السياسية".وتابع البيان "انها حرب رئيس الوزراء (نوري المالكي) وهي خارج الدستور والضوابط الوطنية"، مشيرا الى ان "الشراكة الوطنية مع رئيس الوزراء اصبحت موضع شك".وطالب النواب رئيس الحكومة نوري المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة بسحب الجيش من المدن، في اشارة الى مدينتي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) والفلوجة (60 كلم غرب بغداد) اللتين تشهدان مواجهات بين مسلحين وقوات عسكرية. وطالب النواب باطلاق سراح النائب السني احمد العلواني الذي اعتقل السبت الماضي في الرمادي على ايدي قوات امنية.وازالت القوات الامنية العراقية في وقت سابق من الاثنين الاعتصام المناهض للحكومة في الانبار غرب العراق، وفتحت الطريق الذي بقي مغلقا لعام، وسط اشتباكات دامية في الرمادي والفلوجة بين هذه القوات ومجموعات مسلحة، قتل فيها عشرة مسلحين. الأنبار تنتفض ضد المالكي.. والاشتباكات تنتقل من الرمادي إلى الفلوجة الاشتباكات امتدت بين قوات الامن العراقية ومجموعات مسلحة في مدينة الرمادي غرب بغداد الاثنين الى مدينة الفلوجة القريبة، بحسب ما افاد ضابط برتبة نقيب في الشرطة.وقال الضابط في شرطة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في تصريح لوكالة فرانس برس "تشهد الفلوجة اشتباكات بين الجيش العراقي ومسلحين ادت الى احراق عدد من الاليات العسكرية".من جهته قال الطبيب عاصم الحمداني من مستشفى الفلوجة العام ان الاشتباكات ادت ايضا الى اصابة 11 من المسلحين بجروح. هذا و ازالت القوات الامنية العراقية الاثنين الاعتصام المناهض للحكومة في الانبار غرب العراق، وفتحت الطريق الذي بقي مغلقا لعام، وسط اشتباكات دامية في مدينة الرمادي القريبة بين هذه القوات ومجموعات مسلحة، قتل فيها عشرة مسلحين. وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء "اكدت مصادر العمليات العسكرية في الانبار ان الشرطة المحلية والعشائر وبالتنسيق مع الحكومة المحلية في الانبار انتهت من ازالة الخيم في الساحة وفتحت الشارع الذي كان مغلقا". وتابع الموسوي في تصريح لوكالة فرانس برس "يجري جمع الاعمدة والهياكل الخاصة بالمخيم"، مضيفا ان العملية جرت "دون اي خسائر بعد فرار القاعدة وعناصرها من الخيم الى المدينة وتجري ملاحقتهم حاليا"، وانه تم العثور في موقع الاعتصام على "سيارتين مفخختين". ويشير الموسوي بذلك الى مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) المحاذية للطريق السريع حيث اقيم الاعتصام المناهض لرئيس الحكومة نوري المالكي منذ نحو عام، والتي تدور فيها اشتباكات بين قوات الامن ومسلحين، وسط دعوات تطلق من بعض المساجد تقول "حي على الجهاد" وقال مراسل فرانس برس في المكان ان "اشتباكات متقطعة لا زالت تدور بين قوات الامن ومسلحين في الرمادي" قرب موقع الاعتصام، وان هذه الاشتباكات التي كانت كثيفة عند بدء ازالة الاعتصام تخللها تحليق مروحيات عسكرية فوق مكان الاعتصام.واضاف ان "مسلحين يجوبون طرقات المدينة، فيما لا اثر للجيش والشرطة"، مشيرا الى انه شاهد سيارتين محترقتين تابعتين لقوات الامن. واعلن من جهته الطبيب احمد العاني من مستشفى الرمادي العام في تصريح لفرانس برس، ان المستشفى تلقى جثث عشرة مسلحين، وعالج 30 مسلحا اخر اصيبوا بجروح خلال الاشتباكات مع قوات الامن. وكانت قناة "العراقية" الحكومية اعلنت في خبر عاجل صباحا ان "الشرطة المحلية تقوم برفع الخيم من ساحة الاعتصام في الانبار بالتعاون مع مجلس المحافظة"، مضيفة ان "رفع خيم الاعتصام في الانبار طبقا للاتفاق بين قوات الامن ورجال الدين وشيوخ العشائر".وكان المالكي، رئيس الوزراء الشيعي الذي يحكم البلاد منذ 2006، اعتبر قبل اسبوع ان ساحة الاعتصام السني في الانبار تحولت الى مقر لتنظيم القاعدة، مانحا المعتصمين فيها "فترة قليلة جدا" للانسحاب منها قبل ان تتحرك القوات المسلحة لانهائها. وجاءت تحذيرات المالكي غداة مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش مع اربعة ضباط اخرين وعشرة جنود خلال اقتحامهم معسكرا لتنظيم القاعدة في غرب محافظة الانبار التي تشهد منذ ذلك الحين عمليات عسكرية تستهدف معسكرات للقاعدة على طول الحدود مع سوريا التي تمتد لنحو 600 كلم. في مقابل ذلك، يتهم المعتصمون في الانبار الذين بداوا تحركهم قبل عام، المالكي باتباع سياسة طائفية تدفع نحو تهميش السنة واستهداف رموزهم.وفي هذا السياق، قال المالكي خلال استقباله الاثنين لعدد من شيوخ ووجهاء عشائر عراقية ان "العمليات العسكرية الجارية في الانبار وحّدت العراقيين خلف القوات المسلحة، وهذا هو عنوان الانتصار الحقيقي". وتابع بحسب بيان رسمي ان "عمليات الانبار هي اكبر ضربة للقاعدة التي خسرت ملاذها الآمن في مخيمات الاعتصام، وهو امر واضح ومعروف لدى الجميع ومعلن في وسائل الاعلام من خلال تهديدات اعضاء هذا التنظيم الارهابي من داخل هذه المخيمات". ويخشى ان تؤدي عملية رفع خيم الاعتصام الى مزيد من اعمل العنف في العراق الذي يشهد تصاعدا في اعمال القتل اليومية منذ ازالة اعتصام مماثل في الحويجة غرب كركوك (240 كلم شمال بغداد) في نيسان/ابريل حيث قتل اكثر من 50 شخصا. وقد اعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف الاثنين في بيان عن "قلقه إزاء الاوضاع في محافظة الانبار ودعا الى ضبط النفس والمشاركة السياسية". وقبل بدء عملية رفع الاعتصام الاثنين، اعتقلت قوة امنية عراقية صباح السبت النائب السني احمد العلواني الذي يتمتع بنفوذ كبير في الانبار والمؤيد للاعتصام بعد اشتباكات كثيفة قتل فيها خمسة من حراسه الشخصيين وشقيقه في عملية زادت من حدة التوتر الامني في المحافظة السنية. وتخوض القوات العراقية، بعد نحو عامين على الانسحاب الاميركي من هذا البلد، معركة يومية ضارية تصارع فيها للحد من تصاعد اعمال العنف.وتجد القوات العراقية نفسها في مواجهة جماعات مسلحة تستمد زخما من النزاع في سوريا المجاورة، ومن استياء الاقلية السنية التي تشكو من تعرضها للتهميش والاستهداف من قبل الاكثرية الشيعية الحاكمة. وفي اعمال عنف اخرى الاثنين، قتل تسعة اشخاص بينهم امرأة وضابط برتبة رائد في قوة مكافحة الارهاب في هجمات متفرقة استهدفت مناطق مختلفة في العراق، بينها بغداد والموصل (350 كلم شمال بغداد)، وفقا لمصادر امنية وطبية. وتطلق مساجد مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) التي تشهد مواجهات بين قوات الامن ومجموعات من المسلحين دعوات للجهاد ضد القوات الامنية حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وتاتي هذه الدعوات في وقت تحاول القوات الامنية رفع خيم المعتصمين السنة المناهضين لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي على الطريق السريع قرب الرمادي.