أقامت منظمة التعاون الإسلامي حفل تكريم البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام السابق للمنظمة تقديرا لانجازاته، وترحيبا بالأمين الجديد إياد أمين مدني الذي يعد الأمين العاشر للمنظمة والسعودي الاول الذي يتولى هذا المنصب. وفي مستهل كلمته شكر أوغلي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لدعمه المتواصل للمنظمة، وشكر ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لرعايته الكريمة، وشكر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ورجال وزارته على صبرهم وتحملهم لمطالب الأمانة العامة وموظفيها. وقال أوغلي: عملت أنا وزملائي ما في وسعنا لتحسين أداء المنظمة والرقي بها إلى مصاف المنظمات العالمية الفاعلة، وبحمد الله تحقق هذا فاصبحت منظمة التعاون الاسلامي باعتراف الجميع، أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة ليس فقط من حيث الكم بل الكيف. مضيفا: لم تتغير عقارب ساعتي أينما رحلت شرقا أو غربا، شمالا أو جنوبا حين طوفت حول العالم اثنتين وستين مرة كانت عقارب ساعتي تشير إلى توقيت جدة دائما لأن عقلي وفكري كانا مرتبطين بالعمل الجاري في الأمانة العامة، وبمتابعة تطور قضايا العالم الإسلامي. أوغلي يشكر كل من دعم المنظمة: أينما رحلت عقارب ساعتي لم تتغير عن توقيت جدة.. والتجارة البينية قريبة المنال مدني: علينا تجسير المسافة بين ما يطرح من رؤى.. ومواجهة تحديات الفقر والبطالة والحرمان وأشار أوغلي إلى أن الهدف الذي وضعته المنظمة في مجال التجارة البينية في الخطة العشرية عام 2005 أصبح قريب المنال، فقد ازدادت التجارة البينية حيث ارتفع حجم التجارة من 205 مليارات دولار أمريكي في عام 2004 إلى 742.47 مليار دولار امريكي سنة 2012 وتم اقناع عدد من الدول لكي تستكمل التوقيع والمصادقة على نظام الأفضلية التجارية لتدخل حيز التنفيذ. كما أن المنظمة نجحت في جعل موضوع الإسلاموفوبيا مادة هامة في العمل الدبلوماسي الدولي، وتخطت مرحلة المواجهة إلى مرحلة التعاون، وأصبحت لها مبادرات عديدة في هذا الشأن، وأهمها القرار رقم 16/18 عام 2011 من مجلس حقوق الإنسان، وما تلا ذلك من قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. مشيرا إلى إصلاح مجمع الفقه الإسلامي الدولي وتعديل نظامه الأساسي. وأوضح الامين السابق لمنظمة التعاون الإسلامي أن عملية التطوير التي بدأت عام 2005 تصل مداها في عامين، إلا أن الأحداث المتسارعة في العالم الإسلامي تتطلب منا الاستمرار فيما بدأنا به بعد انتهاء العشرية الأولى، ولابد أن نفكر جميعا في أساليب جديدة للعمل تتعلق بسرعة التشاور وتحديد المواقف وإصدار القرارات واتخاذ التدابير أمام الأزمات الجديدة ذات الأبعاد الخطيرة التي لم يعرفها عالمنا الإسلامي في تاريخه المديد. وختم أوغلي كلمته بقوله: إحساسي بهموم الأمة لن ينقطع، ولسوف يستمر ما حييت، إلا أنني أشعر أن عبء المسؤولية قد انتقل إلى ايد امينة ومقتدرة، وانها انتقلت من كاهلي إلى كاهل أقوى. وأتوجه إلى صديقي وزميلي إياد أمين مدني بأصدق مشاعر التهنئة والتبريكات وكلي ثقة ويقين بأنه سيحمل الأمانة كما فعلت وأكثر. من جانبه قال الأمين الجديد في كلمته: نلتقي اليوم لنحتفي بالأمين السابق للمنظمة ونعبر عن تقديرنا لمعاليه على ما اسهم به كأمين عام للمنظمة خلال التسعة الاعوام المنصرمة وهي السنوات التي شهدت تطورا ملحوظا في أعمال المنظمة وحضورا أكبر على ساحات المحافل الدولية واحكاما ادق لتنظيميتها. ونحن اذ نذكر ذلك لا بد أن نذكر أن المنظمات كائنات حية تولد وتنمو وتنضج ومنظمة التعاون الاسلامي مضى عليها خمسة عقود حافلة بالاحداث والتقلبات في العالم اجمع. ولدت المنظمة والعالم يتقاسمه قطبان متنافران وقطعت شوطا من عمرها لتشهد تفكك احد هذين المعسكرين وبزوغ مرحلة القطب الواحد وهاهي تتعايش مع زمن الاقطاب المتعددة، وكان على المنظمة أن تتغير بدورها إن ارادت ان تشارك بفعالية في هذا العالم المتغير. وأكد مدني أن امين عام المنظمة أين كان يعمل على تجسيد رؤية قادة وزعماء الدول الاعضاء، يجسد تلك الرؤية واقعا ملموسا على الارض، وعليه أن يسعى إلى تجسير المسافة بين ما يطرح من رؤى للقضية الواحدة، وأن يبحث عن مساحات التوافق التي يبنى عليها العمل المشترك. وإن كانت المنظمة تقع على عاتقها مواجهة ما يمر بالدول الاعضاء من قضايا سياسية تمس حريتها وتتعلق بمصيرها وتهدد في بعض الاحيان اساس وجودها فإنه يقع على عاتقها ايضا مد قنوات التواصل بين الدول الاعضاء، كما أن عليها أن تبني على المصالح المشتركة وليس للمصلحة المشتركة.. وأن من مهامها رفع مستوى التنمية والبناء الاقتصادي ومواجهة تحديات الفقر والبطالة والحرمان.