قال فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، "إن المركز يعمل وفق قناعة راسخة بأن الحوار هو أفضل وسيلة لتعزيز التعايش والاحترام المتبادل لترسيخ السلام، ويحاول أن يسهم في بناء جسور من التفاهم بين أتباع الأديان من خلال الحوار"، مشيدا بدوره في تعزيز قيم المواطنة ونبذ ومحاربة التطرف والكراهية. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها مساء الثلاثاء الماضي، التي رحب فيها بزيارة الرئيس النمساوي الدكتور هاينز فيشر لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في العاصمة النمساوية فيينا، مشيدا بالتزام الرئيس النمساوي بدعم الحوار والتعايش بين الشعوب والحفاظ على التماسك الاجتماعي. وأكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار في كلمته، دور القيادات الدينية بالتأثير في مجتمعاتهم من خلال مكافحة التطرف والإرهاب ورفض الكراهية، مؤكداً أهمية عدم ربط أي دين بالإرهاب أو التطرف والحذر من استخدام الدين أو الانتماء السياسي لنشر التطرف والكراهية. واستعرض فيصل بن معمر في مستهل كلمته مسيرة تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، قائلا "يعرف كثيرون منكم أنه تم تأسيس المركز من قبل: السعودية والنمسا وإسبانيا، إضافة إلى الفاتيكان كعضو مراقب. إذ تشكل هذه الدول مجلس الأطراف. وتتم إدارة المركز من قبل مجلس الإدارة المكون من قيادات دينية من خمس ديانات وثقافات عالمية رئيسية وهي: الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية، وجميع أعضاء مجلس الإدارة مختصون في الحوار بين أتباع الأديان، حيث نتشرف اليوم بوجود ستة منهم". وأوضح أن إدارة المركز تتم من قبل صناع القرار وقيادات دينية متنوعة بحيث لا يمثل المركز أتباع دين واحد أو دولة واحدة، كما أن مجلس الإدارة يحدد برامجنا بناء على القناعة بأن الحوار هو أفضل وسيلة لتعزيز التعايش والتفاهم وترسيخ المشتركات البشرية لبناء الأمن والسلام. وأشار ابن معمر في كلمته إلى طبيعة الدور الذي يقوم به المركز، حيث أكد مساهمته في حل المشكلات العالمية، من خلال الحوار واستنهاض جهود المؤسسات الدينية، مشيرا إلى أن تعزيز جهود القيادات الدينية في التواصل مع صناع السياسات يحقق تغييراً ونجاحات في تطبيق مبادرات وتوصيات المؤتمرات وورش العمل، إذ يمكن للقيادات الدينية التأثير في مجتمعاتهم من خلال مقاومة ورفض الكراهية والعنف باسم الدين". وأضاف، "لقد استطعنا تكوين شراكات عالمية؛ مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونسكو والاتحاد الإفريقي والمنظمة الإسلامية الدولية للتربية والثقافة والعلوم. كما نتعاون أيضاً مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي وعديد من المنظمات غير الحكومية الأخرى". ورأى ابن معمر في كلمته أن مشكلة اللاجئين في العالم تشكل مصدر قلق دائم، "ولكي يستطيع اللاجئون العودة إلى أوطانهم، أو الاندماج في أوضاعهم الجديدة، ينبغي لنا أن نجد وسيلة لمساعدة الناس على قبول بعضهم البعض وعدم الخوف من الاختلافات، فالحوار يساعدنا على تحقيق ذلك، حيث من خلاله نستطيع إزالة الخوف وبناء الثقة وبناء قيم جوهرية مشتركة للتعايش والتفاهم". واستعرض الأمين العام للمركز عددا من الجهود التي قام بها المركز، حيث أطلق المركز في عام 2014م مبادرة "متحدون لمناهضة العنف باسم الدين" وتعزيز قيم المواطنة المشتركة ودعم التنوع والمحافظة على حقوق الطوائف الدينية. كما عقد المركز عدة مؤتمرات بمشاركة أكثر من 300 من القيادات الدينية من الدول العربية، وعقدت عدة اجتماعات في بيروت والقاهرة وعمان وفيينا، ويعتبر لقاء فيينا أول لقاء يتم خلال الـ 20 عاماً الماضية بين القيادات الدينية المتنوعة، لترسيخ التعايش على أساس المواطنة.