استطاع أن يكون "معرض الكتاب الدولي للكتاب" أحد أهم معارض الكتب الدولية عربيا، إذ حقق من النجاح في كل عام ما يعادل دورات عقد لعدد من معارض الكتاب العربية الأخرى، لتصبح هذه التظاهرة الثقافية الوطنية، أحد أبرز المحافل الثقافية في المملكة التي أصبحت محل أنظار المشهد الثقافي محليا وعربيا. وعلى مشارف كل دورة من دورات المعرض، يتطلع المشهد الثقافي المحلي، إلى ما سيواكب الدورة الجديدة من تجديد، بدءاً بنوعية المشاركة وإعطاء الأولية لمن يمتلكون حضورا ثقافيا في نشر الكتاب الجيد محليا وعربيا، وانتهاء بما يواكب هذا الحدث الثقافي من توظيف التقنية الحديثة في التعرف على إصدارات كل دار، وتطبيق "الباركود" لضبط الأسعار، إلى جانب التعرف على أعداد الزوار، والأكثر مبيعا، والتعريف بما يصاحب هذه التظاهرة من ندوات وورش وتوقيعات. كما يعد "البرنامج الثقافي" المصاحب للمعرض في كل دورة على قائمة اهتمامات زوار المعرض ومتابعيه، إذ أسندت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، إلى لجنة تضم عضويتها كل من: حليمة مظفر، حسنة القرني، ليلى الأحيدب، محمد المشوح، ومحمد الفريح، وصالح بن سعيد الزهراني، ومحمد العباس، وعبدالله البريدي، خالد الرفاعي، وزيد الفضيل، الذي أوضح أن اللجنة عقدت يوم أمس الأول اجتماعا، وذلك ضمن اجتماعاتها التحضيرية المتواصلة لإعداد لبرنامج الثقافي المصاحب للمعرض في دورته المقبلة. يقول الفضيل: قطعنا شوطاً متقدماً من الإعداد للبرنامج الثقافي المصاحب للمرعض في هذه الدورة، إذ نحن على وشك الانتهاء منه، إذ تم الانتهاء من المحاور والنقاط والورش الرئيسة للبرنامج، غلى جانب الانتهاء من تحديد أسماء الضيوف المشاركين الذين شرعنا مبدئيا في التواصل معهم. وعن جديد البرنامج الثقافي، أضاف الفضيل، أن البرنامج سيكون حافلاً بكل جديد، حاملا الكثير من روح التجديد، الذي يجذب إليه المتابعين، مردفا قوله عن المحاور الذي يرتكز عليها البرنامج: حرصت اللجنة أن يتضمن البرنامج عدة منطلقات رئيسة هامة، أولها يتمثل في المنطلق الوطني، الذي يضم ندوات ثقافية تتحدث ضمن هذا الإطار الوطني للمملكة، من خلال مشاركة عدد من الضيوف الكبار الذين سيتحدثون في هذه الجوانب. وبما أن المعرض للكتاب الدولي، وانطلاقاً من مكانة المملكة عربياً وعالمياً، أشار الفضيل إلى أن البرنامج الثقافي - أيضا - سيشمل إطلالة ثقافية على المشهد العربية وما يشهده من حراك ومتغيرات، وذلك من خل استضافة نخبة من المفكرين والمثقفين العرب الذين سيوصفون ما يدور في عالمنا العربي من تحولات، فهما لما تشهده الخارطة العربية ثقافيا وفكريا واجتماعيا، لفهم وتحليل طبيعة تلك المتغيرات وتحولاتها. أما ثالث منطلقات البرنامج الثقافي، فأوضح الفضيل، بأنه يمثل منطلقا "فنيا" متعلقاً بجوانب فنية، تتناول ما يرتبط بالكتاب، من تأليف ونشر إضافة إلى تناوله للجوانب الإعلامية التي ترتبط بالكتاب وحركة النشر، التي ستكون حاضرة من خلال ندوات البرنامج وورش العمل المصاحبة له. وعن الشباب والتقنية واللغة في وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلام والمواطن في الشبكات الاجتماعية، أكد الفضيل أن هذه الموضوعات حاضرة بشكل رئيس، عطفا على حرص اللجنة على استقطاب شريحة الشباب عبر البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض من خلال إداراج موضوعات تلامس اهتماماتهم وميولهم، مردفا قوله: انطلاقا من هذا المنظور حرصنا في البرنامج ألا نكون أسرى للأسماء الكبيرة المعروفة، على ما نقيمه لها من أهمية وقدر وقيمة وفضل، ولكننا أردنا أن نتيح للشباب في بلادنا أكبر مساحة ممكنة من البرنامج ليكونوا مشاركين بإبداعاتهم، ومتحدثين بما لديهم من أفكار ورؤى، إيمانا من اللجنة بما يوجد في مشهدنا الثقافي من شباب مبدع. وعن شبكات التواصل الاجتماعي وما تشهده من حراك يقف خلفه أعداد كبيرة من مستخدمي شبكة الإنترنت عبر العديد من وسائطها الرقمية، قال الفضيل: هذه الموضوعات حاضرة من خلال الندوات وعبر الورش التي ستتناول هذه الموضوعات، بشكل متناغم مع هذه المناسبة الثقافية لكبيرة. وفي سياق الحديث عن جديد البرنامج الثقافي للدورة القادمة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، قال الفضيل: سنهتم في الطرق الإخراجية لندوات البرنامج، حيث تم تشكيل لجنة بمسمى "لجنة الإخراج المسرحي" حيث ستخرج كل ندوة وفقا لرؤية مسرحية معينة، تتواءم معها، وخاصة بما يجسد محتواها الذي ستخرج من خلاله إلى جمهور المعرض، إلى جانب تشكيل لجنة بمسمى لجنة "الإعلام" التي من شأنها أن تعمل خطة إعلامية لكل ندوة، وتقوم بما تتطلبه من تواصل مع وسائل الإعلام المختلفة.