×
محافظة مكة المكرمة

ملثم يبتر كف عامل بساطور .. ويهرب

صورة الخبر

غداً الأربعاء ، بداية سنة ميلادية جديدة ، بشائرها حتى الآن غير مريحة ، بالطبع نحن نتحدث هنا عن الشأن السياسي العام للمنطقة بكاملها وليس عن الحال الاقتصادي والاجتماعي ومعاناة كل منكم الفردية ، وإن كانت التطورات والأحداث التي ستأتي ستنعكس على كل واحد فينا وكل وطن من أوطاننا ، وإن بمستويات متفاوتة ، بالسلب أو الأيجاب . قريباً منا .. الاتفاق ( الدولي ) حول الملف النووي الإيراني والذي يشكل مصدر قلق وإزعاج ، حيث يعكس رغبة طرف في العطاء مقابل رغبة طرف آخر في الأخذ ، من يعطي يريد أن يريح دماغه من قضايا الشرق الأوسط وما جاورها ، ويترك أمر معالجة نتائج ما تؤدي إليه تصرفاته إلى إدارة تليه ورئيس أمريكي آخر يورثه المتاعب القادمة . وإذا ما تمكنت الإدارة الإيرانية من كبح جماح النشوة التي يشعر بها متشددوها والتي تؤدي إلى رفع سقف مطالبهم من أمريكا ، فإن إدارة البيت الأبيض ستكون في وضع أفضل لإقناع متشدديها هي الأخرى في الكونجرس لتمرير (الصفقة الكبرى ) التي تتشارك في الحلم بها إدارة أوباما بواشنطن مع إدارة المرشد الأعلى آية الله خامنئي في طهران . هذه ( الصفقة) إن تمت ستنعكس آثارها على باقي المنطقة ، لأنها ستؤدي إلى اندفاع إيراني باتجاه الهيمنة عبر التدخل المكثف في مختلف القضايا أكان في الخليج العربي أو اليمن أو العراق أو لبنان أو غيرها وستسعى لتوجيه دفة الأحداث في الشرق الأوسط والمواقف السياسية لدوله لخدمة إستراتيجيتها . وبذلك تكون قد فتحت جبهة صراع عنيف في منطقة لن تستسلم للأحلام الفارسية ولن تنخدع بالكلام المعسول .. كما سيكون من الصعب على طهران أن تمنع الحرس الثوري الإيراني المنتصر على الشيطان الأكبر من محاولة توسيع نفوذه وتشديد قبضته في مناطق جديدة حيث يوجد في الوقت الحاضر في سوريا والعراق ولبنان واليمن وعدد آخر من بلدان المنطقة . وننتقل للعراق عام 2014 الذي لا نتوقع أن يكون أفضل حالاً عما هو عليه الآن ، بل قد تسوء الأمور أكثر ، لأن المالكي ، رئيس الوزراء ، قرر تجنيد الحملات ضد منطقة سنية بحجة محاربة الإرهاب ، وهو بذلك فتح جبهة ستزيد الوضع في العراق إشتعالاً وترمي الوقود على نار طائفية مشتعلة . ولكن .. هل ستؤدي الصفقة الأمريكية – الإيرانية إلى فتح مدخل لحل قضايا العراق والطائفية أم أنها ستزيد حدة هذه القضايا ؟ وامتداداً إلى سوريا لا نجد بصيص أمل في انعقاد ( مؤتمر جنيف2 ) ، مما يشير إلى معاناة متواصلة للشعب السوري . فالمجتمع الدولي المتمثل في الأمم المتحدة اكتفى بتحييد السلاح الكيماوي السوري ، وترك لحكومة بشار الأسد حرية إبادة الشعب السوري بالبراميل المتفجرة والمدفعية والطائرات .. وسنجد المأساة السورية تواصل مسيرتها المأساوية خلال العام القادم ، مالم تكن جزءًا من صفقة أمريكا مع إيران تؤدي إلى سحب قوات الحرس الثوري وحزب الله وغيرها من قوات تابعة للإيرانيين بما فيها العراقية وإقناع الأسد بالتنحي وإيقاف الحرب على السورين . اليمن تسير أمورها نحو حل لن يرضى به كثير من الجنوبيين وإن كان سيصبح أفضل حل متوفر بالنسبة للجنوبيين ، بقدر أفضليته لليمن ككل . وتواصل السودان مسيرتها في الفوضى غير الخلاقة ، بينما يستمر العد التنازلي لرحيل البشير عن السلطة . وهو ما قد يتم خلال العام القادم . كما ستصل مصر إلى بداية مرحلة إستقرار جديده باختيار رئيس وبرلمان وحكومة جديدة تدخل البلاد في مرحلة نمو وتطوير سياسياً وإقتصادياً . بينما سيشهد العام القادم نجاحاً تونسياً في التعايش بين مكوناته ، وتتواصل صراعات الحركات الليبية بحثاً عن نظام يتوافق الجميع عليه ويقبلون العيش في ظله . على كل حال سيشكل الاتفاق أو الصفقة ما بين أمريكا وإيران إطاراً عاماً لما يمكن أن تشهده المنطقة خلال العام القادم وما بعده ، وذلك نتيجة لرغبة إدارة أوباما في منح إيران أدواراً في المنطقة ( مثل سوريا والعراق ) كحل مرحلي للملف النووي. ص0ب2048جدة 21452 adnanksalah@yahoo.com adnanksalah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (5) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain