×
محافظة حائل

جهاز طبي برتغالي للتعاون

صورة الخبر

فاطمة عطفة (أبوظبي) المثاقفة في التقريب بين الحضارات وإحداث التفاعل بينها، وكيفية العمل على تنميته وتطويره، كانتا موضوع المحاضرة التي قدمها الباحث والإعلامي منِّي بونعامة في الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، أول أمس في مقره في المسرح الوطني، وقدمتها القاصة أمل الأحمد معرفةً بالكاتب وأعماله الأدبية. وأشار المحاضر في البداية إلى أن «المثاقفة فعل حضاري يعكس مستويات التفاعل من خلال التأثر والتأثير بين العديد من الثقافات. وتشمل مختلف مجالات الفكر والعلم والثقافة، وبفضلها تستفيد المجتمعات من نتاج العبقرية الإنسانية، وتشارك في صنع حضارة كونية هي ثمرة الجهد المشترك لكل الشعوب». وخصَّ المحاضر تجربة الإمارات في المثاقفة بالجزء الأكبر من محاضرته، حيث تحدث عن عملية المثاقفة بين الجاليات التي تنوف على 200 جنسية تنتمي إلى ثقافات متعددة، وتسهم بشكل أو بآخر، في إحداث عملية المثاقفة، وبدرجات متفاوتة، سواء على المستوى الشعبي العام أو النخبوي». وأوضح أن المثاقفة نوعان: مفروض كما حصل في تأثير الأوروبيين على بلدان المغرب، وتلقائي كما هو الحال في الإمارات التي تتمسك بثقافتها، وتعمل على استراتيجية إظهار التراث والتقاليد والعادات، مشيرا إلى أنها من فجر التاريخ مهد لحضارات متعددة وتواصلت على أديمها شعوب مختلفة الأجناس ومتنوعة الثقافات عبر التجارة والرحلات، وهي تسهم بشكل منظم ومدروس في تفعيل عملية المثاقفة. وطرح المحاضر إشكالية العلاقة مع الآخر متسائلا: ما هي المثاقفة؟ وما المقصود بالجاليات؟ هل نتحدث عن جاليات عربية أو مزيج من الشعوب؟ وكيف تتحقق المثاقفة في الإمارات؟ وهل تنطلق من ثقافة الفرد أو الجماعة، وتحصل مواءمتها مع الأنماط الاجتماعية والسلوكية، إضافة إلى القيم والتقاليد السائدة في مجتمع آخر؟ وأجاب أن التمكن من العلوم والفنون والآداب بالنسبة إلى الأفراد والجماعات لا يمكن حدوثه إلا من خلال التفاعل مع الآخر، ومن خلال عملية التواصل التي تكسب الفرد جملة واسعة من المعارف والمهارات والتي تجعله أكثر فطنة، وأكثر سرعة في فهمه الأشياء والحوادث المحيطة به، لافتاً إلى أن مفهوم المثاقفة يحيل إلى التفاعل الثقافي القائم على التأثر والتأثير والمؤسس على ثقافة الحوار الحضاري والاحترام المتبادل بين الأنا والآخر.