لم تكن مقاطعة مدير الأمسية القصصية لأحد المشاركين في أمسية بأدبي القصيم؛ كي يوضح للحضور معاني بعض المفردات "العامية" التي تضمنتها إحدى القصص كافيا للحيلولة دون النقد اللاذع، الذي أطلق سهامه رئيس أدبي القصيم الدكتور حمد السويلم، وعضو هيئة التدريس بجامعة القصيم الدكتور محمد نجيب العمامي، حينما عابا على القاصين "هناتهما اللغوية، والتمطيط في الأسلوب". ففي الأمسية القصصية التي أقامها أدبي الأدبي بمقره بمدينة بريدة مساء أول أمس واستضاف فيها القاصين عبدالرحمن الجاسر، وعبدالرحمن السلطان، انتقد الدكتور محمد العمامي اللغة والأسلوب اللذين استخدمهما القاص عبدالرحمن الجاسر "حينما انغمس في التمطيط" وهو التعبير عن الفكرة والمعنى بأكثر من مفردة وأسلوب، مستغربا خلو الإنتاج القصصي عند الجاسر من مبدأ التحول والصدام الذي جعلها تكون أقرب إلى الخاطرة منها إلى القصة. في حين عاب السويلم على القاصين وقوعهما في بعض "الهنات اللغوية" التي تصرف الممنوع من الصرف وتنصب الفاعل المثنى، مع كونه أشاد بنتاجهما الذي زاوج ما بين كتابة الحدث وكتابة اللغة، الأمر الذي أثرى المشهد الأدبي وعزز من تنوعه. ودافع الجاسر عن تهمة "التمطيط" بالقول: إنه يقصد من تكراره وطرقه لأكثر من أسلوب في فكرته، التأكيد والتكريس للمعنى، قبل أن يعلنها صراحة بأن المبدع غير معني ولا ملزم بتحليل نصه، وكان يتمنى بأنه لم يضطر لتوضيح غرضه من التكرار لولا تهمة "التمطيط". كما أقر القاص السلطان بأن الكتابة الصحفية المنتظمة قد أثرت سلبا على لغته القصصية، التي باتت أقرب إلى المقالة، كونه يكتب العديد من المقالات الصحفية التي تناقش الهم الاجتماعي، في حين جاء تأكيد الجاسر على ضرورة أن تتدخل الذاتية بشكل مباشر في حياة النص؛ ليكون النتاج القصصي معبرا عن الذات عاكسا لها.