×
محافظة مكة المكرمة

شرطة جدة تضبط شابا سعودياً ارتكب عدة عمليات احتيال إلكتروني

صورة الخبر

قاتل الله الواسطة فكم قتلت من طموح وكم اغتالت من فرح وكم تسببت في ذرف الدموع وكم رفعت من لا يستحق إلى الأعلى وكم هوت بأناس إلى القاع وهم لا يستحقون ذلك. هذا المرض الخبيث وهذا الداء المستشري في مجتمعنا مهما حاولنا غض الطرف ولبسنا رداء النزاهة والحيادية. أتساءل كغيري من الناس هل نستطيع أن نقضي على هذا الوباء؟ وهل من الممكن أن نعيش بلا واسطة؟ هل هذا ممكن إنه حلم من الأحلام؟.. لكن دعونا نسأل أنفسنا ولو لمرة واحدة لماذا الواسطة ولماذا هي متحكمة في حياتنا؟. لماذا لا نطبق مبدأ العدل والمساواة ونضع الأمور في نصابها ويأخذ كل إنسان مكانه الطبيعي ويعطى كل ذي حق حقه؟ لماذا لا نطبق أقصى درجات العقوبة على من يستخدم الواسطة في عمله ومن يحرم شخصاً من أخذ حقه في الوظيفة أو في إنهاء معاملاته اليومية لدى مراجعاته لدى الدوائر الحكومية؟ لماذا يحرم هذا الشخص من حقه ونغتال طموحه وفرحته ونعطيها لغيره عن طريق الواسطة؟ في نظري أن الدولة حفظها الله قدمت للوطن والمواطن كل شيء من الفرص الوظيفية، وجعلت هناك شروطاً أساسية لمن يريد أن يلتحق بإحدى هذه الوظائف، ولكن هناك من يحارب ذلك، ويحرم من يستحق هذه الوظيفة ويقدمها بكل سهولة إلى شخص آخر من أقاربه أو من أصدقائه، وكل ذلك لأنه ليس هناك عقاب أو جزاء رادع لكل من يثبت أنه استخدم الواسطة في حرمان شخص ما من حقه الذي منحته إياه الدولة وأعطاه لغيره، فالواسطة وما تسببها من آلام وغبن وقهر لعديد من الناس لا تقل خطورتها في نظري عن من يتعامل بالرشوة في مجال عمله. لذلك أتمنى من الدولة حفظها الله أن تعاقب وبشدة كل من يتهاون في عمله ويستخدم الواسطة في تعامله مع المراجعين أو من يتقدم إلى وظيفة ما، ويعطل مصالح المواطنين ويحرمهم من حقوقهم، فابتهاون وعدم وجود الرقابة الصارمة، تطورت الواسطة وظهرت لنا بأشكال عديدة وبأساليب غريبة وزادت بشكل غريب وكل ذلك لأننا لم نضع قانوناً صارماً أمام كل من تثبت إدانته باستخدامه الواسطة وتطبيقها في مجال عمله بأي صورة كانت.