يصاب الإنسان بعدة أمراض، بعضها خطير ويحتاج لتدخل علاجي عاجل، أو مرض ربما يأخذ وقتاً حتى يبرأ صاحبه منه، وهناك أمراض «هينة»، ولكنها قد تتفاقم إن لم يتعالج المصاب منها. كذلك الحال بالنسبة للمجتمعات، ومجتمعنا غير بمعزل عن ذلك، ومن أخطرها الفساد، الذي تغلغل في سلوكنا، وارتبطت به أمورنا وخدماتنا، لذا فهو يحتاج لتشخيص متقن، وعلاج لا يقل عن ذلك. ومن أهم الأمراض لدينا في المملكة أيضاً، البنية التحتية المعدومة، وعلاجها يحتاج لوقت طويل، وكذلك البطالة التي تحتاج للدواء كي لا تتطور وتتطور، حينها لا ينفع الندم أو العلاج إلا بمعجزة، فالبطالة لها تأثير على شباب المستقبل وعلى حياتهم المستقبلية وهي خطيرة ولكن علاجها لابد أن يكون بالتفكير. ومن أهم الأمراض أيضاً البيئة، فنحن نشاهد، أنه لا توجد نظافة في الشوارع، ولا لحاويات النفايات أعزكم الله -، وهذا المرض هين، ولكن إن تطور أصبح خطيراً، خاصة أنه يسبب أضراراً كثيرة على الإنسان. أمراضنا كثيرة وأدويتها متوفرة، ليست في صيدلية طبية، بل في عقولنا الغنية بالأفكار المناسبة، والتخطيط المنطقي للمستقبل، حتى يكون المستقبل مشرقاً، وإن شخصت الأمراض في وقت مناسب كان علاجها سهلاً، دون الانتظار حتى تستفحل، ليجد الجيل المقبل نفسه في الدوامة التي يعيش فيها الجيل الحالي، إلا إن توافرت لها العقول المدبرة في التخطيط المنطقي المستقبلي. عاش بلدنا في عز ورخاء وتطور وفكر مستمر، وعاش ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.