بحسب التصريحات الأخيرة لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد، سيبدأ العمل بنظام تخصيص الأندية السعودية في غضون الأشهر القليلة القادمة. شخصياً سعدت كثيراً بهذه الخطوة، وأتمنى تنفيذها في موعدها المحدد وبلا منغصات أو تعقيدات تعيدنا إلى دوامة الوعود القديمة. مصدر سعادتي بتطبيق هذا النظام يعود لإدراكي أن الرياضة السعودية بلغت حداً من التدهور والضياع سيزداد سوءاً وبالذات في مجال كرة القدم إذا لم تنتقل سريعاً إلى مرحلة الخصخصة والتعامل مع الأندية باعتبارها جهات غير حكومية مستقلة تدار بالطريقة المؤسساتية، كما الشركات المساهمة.. من زمان وأنا أقول إن الاحتراف - على سبيل المثال - لن ينجح طالما أن من يدير اللاعبين المحترفين أشخاص متطوعون غير متفرغين، أي غير محترفين، لا يمكن محاسبتهم على أخطائهم ولا ضبط أدائهم إدارياً، فضلاً عن سوء تصرفهم مالياً، وهو ما أنتج هذه الفوضى في الإنفاق وبالتالي تورط الأندية في ديون يصعب الإيفاء بها وتجاوز آثارها وانعكاساتها على المدى القريب والبعيد، إضافة إلى استسلام إدارات الأندية لأهواء وقناعات وضغوط أعضاء الشرف الداعمين حتى لو كانت خاطئة وغير منطقية وتتعارض مع فكر وتوجه الإدارة بل وأحياناً مع قرارات المدرب، وخصوصاً في التعاقدات وتدخلهم في تشكيلة الفريق..! تخصيص الأندية أمر ضروري لإنقاذها من مأزق التخبط والعشوائية والاتجاه بها إلى الإدارة الحديثة المتطورة المعتمدة على هيكلة منظمة وخطط وبرامج وموازنات واضحة ومدروسة، إلى جانب أنها ستكون مؤسسات ربحية ستخفف من أزمة التعصب والانتماء العاطفي غير العقلاني، وستصبح قرارتها وتوجهاتها العامة نابعة من مجلس إدارة منتخب من المساهمين باعتبارهم أعضاء للجمعية العمومية، أما الإدارة التنفيذية فهي متفرغة وتعمل باحترافية ووفق لوائح وأنظمة تضمن حقوقها المالية والقانونية والاعتبارية من جهة وكذلك تكون معنية بتنفيذ قرارات وتوصيات مجلس الإدارة وتتحمل مسئولية أي أخطاء ترتكبها أو تجاوزات مالية أو إدارية تضر بمصلحة النادي.. لتأكيد أهمية وضرورة وقيمة نظام تخصيص الأندية السعودية، ولإثبات جدواه ونجاحه على أرض الواقع لن أتحدث عن الكرة في دول أوربية وإنما في آسيا وتحديداً في كوريا الجنوبية واليابان، كرة القدم في هاتين الدولتين لم تحقق العديد من منجزاتها ولم تصل إلى مستواها الراهن المتقدم كثيراً عن بقية دول آسيا إلا من خلال تخصيص الأندية والسماح للشركات بإنشاء أندية تسهم في ارتقاء الكرة وتكون جزءاً من نشاطها واستثماراتها وأيضاً وسيلة لتسويقها والدعاية عنها.. قالها المعمر..ولكن! أنهى اتحاد الكرة الحالي برئاسة الأستاذ أحمد عيد السنوات الثلاث الأولى من فترة إدارته ولم يتبق على نهايتها سوى عشرة أشهر، وفي الوقت الذي توقع وتأمل فيه كثير من المتفائلين والمؤيدين له أن تكون سنته الأخيرة موسم الحصاد وتحقيق الإنجازات نجد أن الأمور انقلبت إلى العكس، وصرنا نرى المزيد من الأخطاء في القرارات والإخفاق في نتائج المنتخبات، بل إن بعض اللجان التي كانت متميزة في عملها كالمسابقات والاحتراف باتت تتناقض وتثير اللغط في قرارتها، ما يدل على أن الأجواء في الاتحاد محبطة وغير مشجعة وتؤثر سلباً على كل من لديه حماس ورغبة في خدمة الكرة السعودية.. حينما يقول عضو الاتحاد الدكتور عبداللطيف بخاري في تعليقه على فشل المنتخب الأولمبي في التصفيات المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو التي أقيمت أخيراً في قطر إن قرار تعيين المدرب الهولندي ادري كوستر بديلاً عن السعودي بندر الجعيثن اتخذ دون علم أعضاء المجلس، وإن التخبط بات سمة للعمل الإداري داخل الاتحاد، فهذا اعتراف صريح من شخص يعمل ضمن منظومة المجلس، ويضاف إلى ما سبق أن صرح به غير مرة بخاري نفسه ومثله الدكتور عبدالرزاق أبو داود وأعضاء آخرين في الاتحاد واللجان ولا نقول من الإعلام أو من الأندية أو أطراف أخرى خارجه، ويثبت صحة وحقيقة ما كان ينادي به أعضاء الجمعية العمومية السابقة.. اليوم وبعد أن بلغت الأخطاء والمشكلات ذروتها وفقد الاتحاد ثقة الجميع بما فيهم أنصاره والداعمون والمصوتون له في الانتخابات لم يعد الإصلاح في هذا الوقت المتأخر ممكناً، لكن هذا لا يمنع من أن نذكر بالخير ونتذكر ما كان يطالب به عضو الجمعية السابق الأستاذ خالد المعمر في مواقف ومناسبات معروفة سابقة، حيث ظل وقتذاك يشدد على أهمية عقد الجمعية العمومية ومناقشة الأخطاء التي يتم تداولها والحديث عنها اليوم من قبل أعضاء الاتحاد أنفسهم، وقتها كان المؤيديون أو بالأصح المستفيدون من الاتحاد يحاربون وينددون ويتهمون المعمر بأنه يثير البلبلة ويبحث عن مصلحته وليس الاتحاد.. كي لا تتكرر مثل هذه المواقف السلبية تجاه كل من يبدي رأيه ووجهة نظرة، وحتى لا نضيع على أنفسنا فرصة حل مشكلاتنا وتصحيح أخطائنا في الوقت المناسب أتمنى أن نتعامل مستقبلاً مع أطروحات وآراء المعارضين بحسن نية وبما يسمح للجهة المعنية ويفرض عليها الإسراع في تدارك ومعالجة أخطائها قبل فوات الأوان كما يحدث حالياً لاتحاد الكرة..! مقالات أخرى للكاتب تعلموا من تركي ملينا من ترديد لا جديد! كأنك (يا أبو زيد) ما غزيت! قوة البابطين وضعف الاتحاد! لماذا يحاربون دونيس؟!