لم يعد "الفيس بوك"، أحد أشهر وسائل التواصل الالكترونية التي اجتاحت العالم، مكاناً لتواصل الأصدقاء والتعرف على الآخرين والتفاعل معهم وإنما مرتعاً لكشف حرمات المنازل والعلاقات غير الشرعية، ففي ظل صعوبة الاستقدام وكثرة الشروط المعقدة خرجت لنا مشكلة بعض الجنسيات الآسيوية ببرنامج "الفيس بوك" فينشرون صور زوايا منزل الكفيل وصور أبنائه وأبناء أقاربه، بالإضافة إلى التزين بملابس الزوجة والتجمل بمجوهراتها، الأمر الذي قد يكون خطة سهلة لأي سارق في اقتحام المنزل بسبب خبرته السابقة بخفاياه. وقالت لطيفة العلي استشارية أسرية: أصبحنا اليوم في زمن لا المال ولا التهديد يمكن أن يقف في وجه الفضاءات الإلكترونية والافتراضية بعد أن أصبحت في متناول الجميع دون استثناء فعند استقدام خادمة فإن أولى متطلباتها توفر الجوال والإنترنت والتواصل عبر "الفيس بوك" وغيرها من وسائل التواصل. حين يقدر حجم إنفاق المواطنين على العمالة المنزلية حوالي 28 بليون ريال سنوياً بسبب ارتفاع أجور الأيدي العاملة التي فرضتها الدول المصدرة للعمالة إلى المملكة، أوجد بذلك العديد من العمالة التي تجاوزت حدودها داخل منازلنا واستباحت حرمة المكان والأشخاص. العديد يرى أنها إنسان له الحق في حياة مسهلة مثل باقي أفراد الأسرة ولا يجب التدخل في خصوصياتها ونشر صورها بطريقة غير لائقة أو تتبع سلوكياتها وإغفال مضمون العمل المخلص، وأن نشرها لصور المنزل وغيرها ما هو إلا حسن نية لعرضها لأهلها وأصدقائها. إنسانيتنا تقوم على احترام الآخر إلا أن خوفنا الفطري على منازلنا وأسرنا من أي ضرر أمني أو غيره بقصد أو بغير قصد يعتمد على منعها من وسائل التواصل الاجتماعي بأكملها نتيجة لعدم احترامها القوانين. لابد أن يكون هناك اتفاق مسبق بين الطرفين داخل العقد بمنع الهاتف النقال أثناء تأدية العمل وعدم التقاط الصور ونشرها تماماً، مثل تلك التي تقنن في الشركات الكبرى وبين موظفيها. بذلك يكون العقد منظماً للعلاقة بين صاحب العمل من جهة والخادمة المنزلية من جهة أخرى، ويتضمن هذا العقد واجبات وحقوق كلا الطرفين.