حتى وان استبعد النقاد والمحللون التعاون من المنافسة على بطولة "دوري عبداللطيف جميل" فإنه يبقي الفريق الطامح الذي يمتعك حين تشاهد أداءه حتى وهو يخسر أو يتعادل، فالمتابع لما يقدمه هذا الفريق يدرك حجم العمل الجماعي الذي يطغى على أدائه مما يعطيه دلالة على إن مثل هذا الأداء لا يقف وراءه لاعب واحد أو لاعبون أو حتى ثلاثة فكل اللاعبين من الحارس إلى المهاجمين يملكون ذات القدر من الأهمية فتجدهم كتلة واحدة من الإبداع والإمتاع خلال كامل وقت المباراة دفاعاً وهجوماً، وهذا لم يأتِ بمحض الصدفة أو لهبوط في مستوى المنافسين بل هو نتاج عمل إداري سليم وتخطيط مدروس من قبل مسيري النادي برئاسة محمد القاسم وبأقل إمكانيات مالية من غيره من الأندية الأخرى التي تتخبط في تعاقداتها وتهدر بجهلها أموال ومكتسبات أنديتها دون دراسة مستفيضة للمستقبل. يخطئ من يعزو العمل الكبير الذي يقدمه التعاون على ارض الملعب للمدرب قوميز بمفرده فما هو سوى حجر زاوية مهم في مثلت العمل الصحيح، فإدارة القاسم تُدرك حجم الطموح الذي تريد الوصول له والمدرب يقرأ الخصوم جيدا ويتعامل معها وفقاً لإمكانياته فتجده قبل كل مباراة يظهر في تشكيلته ما يريده من المباراة حسب مكانة الخصم وما يملكه من أدوات ربما تفوق إمكاناته ولذلك يسير بخطى ثابتة نحو هدف استراتيجي حددته الإدارة وصرحت به أكثر من مرّة وهو حجز مقعد آسيوي بين ثلاثي المقدمة. في المباراة الافتتاحية الأولى من القسم الثاني من الدوري أمام المتصدر الأهلي اثبت حتى لغير المتعاطفين معه أنّه لم يكن سكري القصيم كما عُرف عنه بل انه "سكري الدوري" بأكمله من خلال أداء ممتع قدّم خلاله كل متعة كرة القدم الحقيقية وكان أحق من خصمه بالنقاط الثلاث عطفا على الفرص التي أهدرها مهاجموه أمام حارس الأهلي ياسر المسيليم، واستحقت هذه المباراة أن تكون الأجمل هذا الموسم وغطت في إثارتها ومردودها الفني على مباريات "الديربي" و"الكلاسيكو" هذا الموسم. التعاون يعطي دروساً مجانية للأندية التي تتخبط وتثقل خزائنها بديون تعاقدات غير مدروسة سواء على مستوى اللاعبين المحليين أو الأجانب فلو وضعنا رباعي التعاون الأجنبي في كفة ووضعنا أمامهم لاعبا واحدا من تعاقدات أندية المال لوجدنا الرباعي اقل كلفة ماديه وأكثر فائدة من هذا اللاعب الذي لا يشكل أي إضافة للفريق بل تجده أكثر وقته على مقاعد البدلاء، ويجب أن تعمم تجربة التعاون وقبله الفتح على الأندية التي تملك مدخولات كبيرة ولا تقدم مايوازيها على أرض الواقع، فالفتح حين حقق الدوري كانت ميزانيته آنذاك 18 مليونا وازعم إن ما يقدمه التعاون من عمل مميز لم يصل لهذا الرقم على الرغم إن مدخولاته لا تضاهي الأندية الجماهيرية الكبيرة ، فالاتحاد مثلاً كانت مدخولاته في الموسم الماضي أكثر من 80 مليون ريال واقترض 50 مليوناً ولم يستطع تقديم فريق يمكنه المنافسة على أي بطولة رغم تعاقد الإدارة مع أكثر من عشرة محترفين أجانب وأربعة مدربين وأكثر من 11 لاعبا محليا ومعها دخل النادي في ديون جديدة ستضاف لديونه السابقة ولكم أن تتخيلوا أمام هذا المبلغ الكبير لو تم الاستفادة منه بطريقة صحيحة واستنساخ تجربتى التعاون والفتح كخارطة طريق... فماذا ستكون النتائج ؟