تعرض كثير من الأطفال في سوريا -جراء الحرب الدائرة في البلاد- لإصابات تسببت بعاهات مستديمة، حولتهم إلى جرحى لا علاج لهم، ودمرت أحلام آلاف منهم كما دفنت آلافا آخرين تحت الثرى. ففي حلب، كان مستحيلا الحصول على رقم محدد للأطفال الذين تسببت براميل النظام السوري وقذائف الطيران الروسي بإصابتهم بعاهات، إلا أن العدد يتخطى الآلاف. فالبراميل المتفجرة والصواريخ تخلف مئات القصص المأساوية للسوريين يوميا ولا تترك مجالا لالتقاط الأنفاس. الطفل محمد ابن مدينة حلب، نموذج من آلاف الأطفال في سوريا الذين تعرضوا لإصابات أورثتهم عاهات مستديمة وغيرت مجرى حياتهم، في غياب العلاج اللازم. محمد، أظلمت حياته بعد أن أصاب مدرسته صاروخ من طائرة روسية، أدى إلى انفصال الشبكية في عينه اليمنى، وإلى فقدان البصر كاملا في عينه اليسرى، وهو بحاجة إلى عملية جراحية سريعة وإلا فإنه لن يبصر النور مرة أخرى. يقول والده إن ابنهأصبح لا يلعب مع الأطفال، وإنه في المدرسة يجلس أمام اللوح، وقد تأثر كثيرا بالحادثة. وربما لم يدرك محمد إلى الآن الأثر الذي ستتركه هذه الإصابة على حياته، إلا أن أكثر ما يزعجه هو عدم قدرته على اللعب مع أقرانه. يقول محمد إنهم كانوا يلعبون في المدرسة عندما حدث القصف، وإن حجرا أصابه، وبعد أسبوع شعر بألم في رأسه وعينيه ولم يعد يستطيع الرؤية. والشبكية هي طبقة حساسة للضوء تبطن كرة العين، وترسل الرسائل البصرية إلى الدماغ عبر العصب البصري. وفي انفصال الشبكية فإنها تتحرك من مكانها الطبيعي، وإذا لم يتم علاجها فإن هذه الحالة قد تقود إلى فقدان دائم للبصر.