الروائي واسيني الأعرج من أكثر الروائيين الجزائريين حضورا في القائمة الطويلة للبوكر(الجزيرة) ياسين بودهان-الجزائر أثارغياب الأسماء الجزائرية عن القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية نقاشا حول أسباب عدم تتويج الرواية الجزائرية بهذه الجائزة الأدبية المرموقة رغم أهمية المنجز السردي الجزائري،إلا أن الرأي السائد أن النص الجزائري يستحق التتويج لكنه يعانيمن ضعف دور النشر التي لا تحسن تسويقه. وإذا كان النص الجزائري لم يتمكن من التتويج بعد فإنه سجل حضورا لافتا في الجائزة، بمشاركة الروائي أمين الزاويفي القائمة الطويلة عام 2013برواية "حادي التيوس"، وقبله بشير مفتي الجزائري الوحيد الذي وصل إلى القائمة القصيرة برواية "دمية النار"، وبعد ذلك واسيني الأعرج الذي شارك في نسختي 2013 و2014 ووصلت روايته "رماد الشرق" في النسخة الحالية إلى القائمة الطويلة، لكنها لمتمرَّ إلى القائمة القصيرة. أمين الزاوي: البوكر وحدها لا تحدد قيمة الرواية الجزائرية (الجزيرة) حضور قوي وفي المقابل، سجل النص الجزائري حضورا قويا ولافتا في مسابقات أدبية أخرى، فالروائي الفرانكفوني بوعلام صنصال نال جائزة الرواية العربية لعام 2012 عن روايته "شارع داروين"، كما سجلت الرواية الجزائرية حضورا متميزا في جائزة الطيب صالح العالميةبفوز الروائي إسماعيل يبرير بالجائزة الأولى في دورتها الثالثة عن روايته "وصية المعتوه"، وفازت رواية "أصابع لوليتا" للروائي واسيني الأعرج في الدورة السابعة لجائزة "الإبداع الأدبي" التي تنظمها جائزة الفكر العربي في بيروت. وفي تقدير الروائي أمين الزاوي فإن "أعضاء لجان التحكيم في كل جائزة تحكمهم أذواق شخصية، كما تحكم الجائزة جملة من الشروط السياسية والثقافية"، لذلك على كل مشارك في أية جائزة أن يفكر في الفشل كما يفكر في النجاح، بحسب قوله. ويشير الزاوي للجزيرة نت إلى أن البوكر وحدها لا تحدد قيمة الرواية الجزائرية، لكنها تعكس وجها من أوجه التنافس بين الرواية العربية خلال فترة محددة. والرواية الجزائرية برأيه سجلت حضورا لافتا في جوائز أخرى،وضرب مثالا على ذلك تتويج الروائي بوعلام صنصال الذي قال عنه بأن "الكثير من العرب كانوا ضد تتويجه بجائزة الرواية العربية". ويلفت إلى أن الرواية الجزائرية تحقق يوما بعد يوم حضورا في الساحة العربية، وأن هناك تراكما في النصوص الروائية، مع ظهور جيل جديد تمكن من تحقيق حضور كبير جدا في العالم العربي، هذا الجيل -برأيه- مع الجيل المخضرم يشكل ثقلا مهما جدا في المشهد الروائي العربي. ويرى الزاوي أن ما يميز الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربيةأنها استفادت من تجارب الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية، ولا يوجد أي بلد عربي برأيه يمتلك هذه الخصوصية،والجزائر لها أجيال تكتب باللغة الفرنسية وجيل آخر يستفيد من هؤلاء، وهو ما يجعل الرواية الجزائرية تمتلك إيقاعا خاصا في الساحة العربية. " إسماعيل يبرير: العيب ليس في النص الجزائري فهو يستحق التتويج، لكن العيب في التسويق لهذا النص " معضلة النشر من جانبه، أكد الروائي إسماعيل يبرير للجزيرة نت أن ترشيح الأعمال للجائزة يتعلق أساسا بالناشر، لكن الواقع يؤكد أن الكتّاب في العالم العربي وفي السنوات الأخيرة أصبحوا يصرون على ناشريهم كي يرشحوا أعمالهم للبوكر، بينما الجزائري يضيف غير معني بالمسابقات والجوائز العربية، فالكاتب الجزائري قليل المشاركة مقارنة بمشاركات المغرب وسوريا ومصر، إذ "نجد أرقاما مهولة لدى هؤلاء، في حين لا تعدو المشاركات الجزائرية أصابع اليد الواحدة". ويربط يبرير الحضور الخجول للرواية الجزائرية في الجائزة بالناشر الجزائري المحترف، الذي قال عنه إنهمبتدئ ومنقسم بين الفرنسية والعربية، فالناشرون باللغة الفرنسية يشاركون في مسابقات عديدة ويتوجون، بينما لا يجتهد الناشر العربي -بحسب رأيه- إلا في انتظار دعم الوزارة. ولا يعتقد يبرير أن العيب في النص الجزائري، فهو يستحق التتويج، لكن العيب -في تقديره- هو في التسويق للنص الجزائري. من جانبه تساءل الروائي والناقد الجزائري عز الدين جلاوجي عن السرِّ في مطالبة البعض بضرورة حضور الرواية الجزائرية في جائزة البوكر؟، ولماذا يضعونها "بوهمهم" كمعيار أساسي لنجاح الرواية الجزائرية أو خيبتها؟ وفي اعتقاده، فإن الرواية الجزائرية بخير بهذه الجائزة أو من دونها، فهي تشهد حضورا قويا على الساحة المحلية والعربية، ولها عشاقها داخل الجزائر وخارجها، بل يجزم أن الجزائر عبر روائييها تمتلك رصيدا متميزا على مستوى النصوص وعلى مستوى الأسماء أيضا. هذاالرصيد الذي استطاع -بحسب جلاوجي- أن يلفت إليه الانتباه عربيا وحتى عالميا، إنما تحقق بالجهد الدؤوب لكتابة ما هو أجمل وأعمق لا بما ناله من جوائز. ورغم اعتراف صاحب رواية "حوبة ورحلة البحث عن المهدي المنتظر" بأهمية جائزة البوكر ووزنها وتأثيرها، فإنها تبقى مرتبطة في تقديره -هي وغيرها من الجوائز المماثلة- بالمقياس الفني والجمالي الذي تضعه لجنة القراءة، ورأى جلاوجي أن الأدب برأيه حمّال أوجه، فما تراهمجموعةمن النقاد والمحكمين أدبا متميزا، قد تراه مجموعة أخرى غير ذلك، والجوائز مرتبطة أيضا بالنصوص التي شاركت لذلك فهي لا تمثل دون شك نتاج الأديب ومنجزه السردي.