×
محافظة المنطقة الشرقية

الفنان والناشط الصيني آي واي واي يعيد مشهد الطفل السوري الغريق

صورة الخبر

تفاجأت بمقال للدكتور علي سعد الموسى في صحيفة "الوطن"، بتاريخ 2/4/1437 بعنوان: (معالي الوزير: أقفلوا برامج الدراسات العليا)، يدعو فيه إلى إلغاء برامج الدراسات العليا بالجامعات الناشئة، وهي دعوة صريحة لانتعاش سوق الجامعات الوهمية من جديد، التي بدأ يخفت بريقها، مع الوعي الحاصل لدى المجتمع، إضافة إلى تصدي مجموعة من الأكاديميين لهذه الظاهرة، وعلى رأسهم الدكتور موافق الرويلي؛ حتى أصبح الكثير منهم يخجل من ذكر اسم الجامعة التي تخرج فيها، إن كانت ضمن الجامعات الوهمية، وبعضهم مزّق هذه الشهادة، رغم أننا ما زلنا إلى الآن ننتظر أن يُشَرَّع قانون صريح للتصدي لهذه الظاهرة. وأعود لأقول: إن أحد أهم الأسباب لكثير من هؤلاء الذين وقعوا ضحية هذه الشهادات الوهمية هو عدم إتاحة التعليم العالي لهم، إضافة إلى الشروط التي تشترطها بعض الجامعات، كالتفرغ مثلا، أو موافقة العمل، مما يصعب تحقيقه لدى الكثير، علاوة على ذلك محدودية القبول، كل هذا كان سببا لوقوع بعضهم في فخ هذه الشهادات الوهمية! محاولة التضييق على برامج الدراسات العليا بالجامعات، والدعوة إلى إقفالها هي دعوة صريحة، لإعادة هذه السوق الرخيصة..!! وأتساءل هنا عن كيفية فهم الدكتور الموسى لمصطلح (الجامعات الناشئة)! هل يعتقد أن هذه الجامعات وُلدت حديثا ولم يتخرج فيها سوى دفعة أو دفعتين فقط!! أقول: إن مصطلح ناشئة المقصود به نشأة المسمّى وحداثته، ومن حيث اعتمادها جامعة مستقلة، أمّا حقيقتها فهي ليست ناشئة، فقد كانت قبل ذلك كليات عريقة تقدم التعليم الجامعي لعشرات السنين، أو فروعا لجامعات عريقة، ومنها الجامعة التي ينتمي إليها سعادتكم، (جامعة الملك خالد)، فهي مصنفة على أنها جامعة ناشئة، بل يتسلم سعادتك أنت وزملاؤك بدلا يُسمّى بدل جامعة ناشئة! وقدره (20% من أصل الراتب). ومع هذا فجامعة الملك خالد في الأصل نشأت عن دمج فرعين لجامعتين عريقتين هما: جامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الملك سعود. وكذلك جامعة الطائف نشأت عن فرع جامعة أم القرى العريق، وكذلك أغلب الجامعات المعروفة بالجامعات الناشئة! القصيم وطيبة وغيرهما. إذن كلمة (ناشئة) لا تعني حداثة الأصل، بل حداثة التسمية..! إننا قد نلتمس عذرا للدكتور الموسى لو بحث مسألة تطوير التعليم العالي، أو تطوير برامج الدراسات العليا وضوابطها، بل سوف نكون معه في ذلك ونؤيده، أو كتب عن لوائح التعليم العالي التي مضى عليها عشرات السنين دون تعديل، لكان ذلك منطقيا أيضا، أما هجومه - غير المبرر - على الجامعات الناشئة بهذه الشمولية، وهذا التعميم فهو غير مقبول البتة..! ورغم أن الدكتور الموسى يستشهد بمثال غريب هو منح شهادة دكتوراه في كلية المعلمات في القنفذة وكذلك في محايل، إلا أننا لم نسمع في يوم من الأيام أن هناك برامج دكتوراه في هاتين المحافظتين عبر السنوات الماضية! فمن أين استقى الدكتور علي هذه المعلومة؟ علما بأن كليات التربية للبنات هي كليات عريقة، يزيد عمرها عن ثلاثين عاما في مجال تقديم التعليم الجامعي، وكانت تحت إشراف وزارة المعارف آنذاك، فلو قدَّمت برامج الماجستير أو الدكتوراه في مجال تخصصها لم يكن ذلك غريبا.. لعراقة تجربتها، وقدم باعها، ومع ذلك فهي لم تفعل! إن الإنجازات العلمية الرائعة التي نسمعها بين الفينة والأخرى لهذه الجامعات التي تصفها بالناشئة - تقليلا لها - هي إنجازات يفخر بها الوطن، وما جامعة جازان (الناشئة) إلا أنموذج مشرف لهذه الجامعات التي خلت من بيروقراطية الجامعات العتيقة، وأنظمتها البالية، وانطلقت إلى فضاء الإبداع والريادة.