أعلن ناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية أن وفد أكبر مجموعة للمعارضة سيصل مساء اليوم (السبت) إلى جنيف، للمشاركة في المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل للأزمة في سوريا. وقال منذر ماخوس، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «سنصل مساء اليوم إلى جنيف» من الرياض، موضحًا أنّ الوفد يضم نحو 15 عضوًا وأنّ نحو 20 ممثلا آخرين عن الهيئة العليا للمفاوضات سيكونون موجودين أيضا. وأضاف أنّ منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب سينضم إلى الوفد في وقت لاحق خلال النهار، وستبدأ المحادثات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا «ربما غدًا». وبعد أربعة أيام من التردد قرّرت الهيئة العليا للمفاوضات في نهاية المطاف، مساء أمس، الانضمام إلى المحادثات التي بدأها دي ميستورا بلقاء وفد للنظام السوري أمس في جنيف. وتقول المعارضة التي كانت ترفض المشاركة في هذه المحادثات غير المباشرة، بسبب الوضع الإنساني الكارثي في سوريا، إنّها حصلت على ضمانات من الأمم المتحدة حول بعض النقاط، لذلك قرّرت الذهاب إلى جنيف، مكررة في الوقت نفسه أنّها تأتي خصوصًا للتباحث مع دي ميستورا. ويفترض أن تسمح محادثات جنيف بتحسين الوضع الإنساني والعمل على وقف لإطلاق النار، والبدء في عملية انتقالية سياسية لإخراج سوريا من النزاع الدّامي الذي أسفر عن سقوط أكثر من 260 ألف قتيل خلال نحو خمس سنوات. وتندرج هذه المفاوضات السورية في إطار قرار صادر عن الأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) ينص على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا. وقرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إجراء محادثات غير مباشرة ينتقل فيها مبعوثون في حركة مكوكية بين وفدي النظام والمعارضة الموجودين في قاعتين منفصلتين. وترتفع حصيلة القتلى كل يوم، فقد أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، في بيان اليوم، أنّ 16 شخصًا آخرين توفوا بسبب الجوع في بلدة مضايا المحاصرة من قبل القوات الموالية للنظام في سوريا، منذ أن دخلتها قوافل المساعدات الإنسانية منتصف يناير (كانون الثاني) الحالي. وقالت المنظمة إنّها تقدر بـ320 عدد حالات سوء التغذية في البلدة «بينهم 33 يعانون من سوء تغذية حاد، ممّا يضعهم تحت خطر الموت في حال لم يتلقوا العلاج السريع والفعال». إلا أن المنظمة الخيرية أكدت أن العدد يمكن أن يكون أكبر. وذكرت المنظمة، في بيان أرسلته لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّها تبلغت بوفاة 46 شخصًا جوعًا منذ الأول من ديسمبر (كانون الأول). وتخضع بلدة مضايا لحصار من قبل قوات النظام السوري، وهي من بين أربع بلدات شملها اتفاق نادر تم التوصل إليه العام الماضي لوقف القتال والسماح بدخول مساعدات إنسانية. لكن وعلى الرغم من الاتفاق فإن دخول وكالات الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة محدود إلى مضايا والزبداني اللتين تسيطر عليهما المعارضة، وبلدتي كفريا والفوعة اللتين تسيطر عليهما الحكومة ويفرض المسلحون حصارًا عليهما. وقال مدير العمليات في منظمة «أطباء بلا حدود» بريس دو لافين: «من غير المقبول أن يموت الناس من الجوع، وأن تبقى الحالات الطبية الحرجة عالقة في البلدة، على الرغم من ضرورة نقلها لتلقي العلاج منذ أسابيع عدة». وأكد على وجود حاجة ماسة «لوجود طبي فوري ودائم ومستقل في مضايا، بحيث نتوقع أن يتدهور الوضع الطبي بسبب عدم توفير الرعاية الصحية للأشخاص العالقين». وتقدر الأمم المتحدة بنحو 486700 عدد السوريين الذين يعيشون تحت الحصار سواء من قبل قوات النظام أو تنظيم داعش.