قد تكون التحذيرات الصحية المشابهة لتلك الموجودة على منتجات التبغ لها تأثيرات قوية على شراء الآباء المشروبات المحلاة بالسكر لأطفالهم، وفقاً لدراسة جديدة أشرفت عليها كلية الطب بجامعة بنسلفانيا. تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها حول تأثير علامات التحذير. وتشير النتائج إلى أنه بغض النظر عن مستوى أحد الوالدين من التعليم، فإنه من غير المحتمل أن يقوم أحدهما مثلاً بشراء المشروبات المحلاة بالسكر إن تسببت بالبدانة والسكري وتسوس الأسنان مقارنة بملصقات التحذير التي توضح عدد السعرات الحرارية للمشروبات فقط، أو تلك التي لا تحمل ملصقات تحذير على الإطلاق. تشير المزيد من النتائج أن ملصقات التحذير الصحية تحسن فهم الوالدين للمخاطر الصحية المرتبطة بالتناول المفرط لهذه المشروبات، فالنتائج التي أتت بعد إصدار وزارة الزراعة الأمريكية لمبادئ توجيهية جديدة للأكل أوصت بأن السكر المصنع سوف يخفض إلى 10% أو أقل للسعرات الحرارية اليومية، و نشرت النتائج في مجلة طب الأطفال. وتبين البحوث أن هذه المشروبات، بما في ذلك، الغازية والعصائر التي يتم تسويقها للأطفال، تحتوي على ما لا يقل عن سبع ملاعق صغيرة من السكر أو ما يقارب من ضعف الحصة اليومية الموصى بها من السكر لتلك الفئة العمرية. يقول مؤلف الدراسة د. كريستينا روبرتو، الأستاذ المساعد في أخلاقيات الطب والسياسات الصحية بمؤسسة طب بنسلفانيا: تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 11 عاماً يتناولون هذه المشروبات يومياً مع مرض البدانة المنتشر، وهناك قلق متزايد بشأن الآثار الصحية المرتبطة بتناول هذه المشروبات، وقد سنت بعض الدول قوانين تلزم بوضع ملصقات التحذير الصحية على المنتجات، ولكن حتى الآن، هناك القليل من المعلومات التي أشارت إلى كيفية تأثير طريقة وضع الملصقات التحذيرية على العادات الشرائية أو إلى نوع الملصقات ذات التأثير الأكبر. في أول بحث لدراسة تأثير علامات التحذير، أجرى العلماء مسحاً على الإنترنت لـ 2.381 من الآباء والأمهات الذين لديهم طفل واحد على الأقل ما بين ستة و11 عاماً، وكان المشاركون من خلفيات مختلفة، والعديد منهم كانوا من الأقليات العرقية والإثنية - أي من فئات لديها أعلى معدلات البدانة في الولايات المتحدة - و بعد أن تم تقسيمهم إلى ست مجموعات - فإن مجموعة السيطرة لم تظهر ملصقات التحذير على المشروبات، ومجموعة ملصقات السعرات الحرارية أظهرت فقط ملصقات تبين عدد السعرات الحرارية وأربع مجموعات تحذيرية أظهرت واحدة من أربعة أشكال مختلفة من المحتوى تحذر من الآثار الصحية السلبية المحتملة- ، ثم طُلب من المشاركين اختيار المشروبات لشرائها لأطفالهم، وأظهرت النتائج أنه في حين أن النص المحدد لملصقات التحذير الصحية لم يؤثر على خيار شراء أحد الوالدين، إلا أن طريقة وضع العلامة كان له تأثير كبير، وإجمالاً، فإن 40% من الآباء في الفئات التي عرضت عليها ملصقات التحذير الصحية قالوا إنهم سوف يختارون المشروبات المحلاة بالسكر لأطفالهم مقارنة بـ 60% من المشاركين الذين لم يروا التحذيرات على المشروبات، و53% من الآباء الذين رأوا ملصقات السعرات الحرارية. يقول د. روبرتو: النتائج أظهرت أن إضافة ملصقات التحذير الصحية قد تكون وسيلة مهمة ومؤثرة، لتثقيف الآباء بشأن المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتناول المنتظم لهذه المشروبات، ولشجيعهم على شراء القليل منها، ويضيف: هذه النتائج تتفق مع دراسات مماثلة أجريت على آثار ملصقات التحذير على منتجات التبغ حيث عرضت لرفع وعي المستهلك حول المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ وتشجيع الإقلاع عن التدخين، يمكننا القول إن ملصقات التحذير لديها القدرة على تثقيف الآباء وتحفيز تغيير السلوك عندما يتعلق الأمر بشراء المشروبات، حيث يمكن أن تساعد في كسب التأييد لمشاريع القوانين التي تتطلب وضع الملصقات على المشروبات، ولكن هناك أيضاً الكثير من علامات الاستفهام التي تتطلب المزيد من الدراسات.