×
محافظة المنطقة الشرقية

الغذاء والدواء : اشتراط الشعار يبعد الوكلاء عن مناقصات الأدوية

صورة الخبر

بيروت: «الشرق الأوسط» ودع لبنان الرسمي والشعبي، أمس، وزير المال السابق والقيادي في «14 آذار» محمد شطح ومرافقه طارق بدر اللذين قتلا بتفجير سيارة مفخخة في وسط بيروت، صبيحة يوم الجمعة الماضي، وسط أجواء من الحزن والغضب، في حين ارتفعت حصيلة قتلى التفجير إلى ثمانية مع وفاة أحد الجرحى أنور بدوي أمس متأثرا بجراحه. ولف نعشا شطح وحارسه الشخصي بملاءتين خضراوين عليهما آيات قرآنية ووضع على كل منهما طربوش في تقليد سني لبناني. ورفع النعشان على أكتاف المناصرين إلى مسجد محمد الأمين في وسط بيروت وسط إجراءات أمنية مشددة، ودفنا بجانب ضريح رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري الذي قتل في انفجار ضخم عام 2005 على بعد دقائق قليلة من موقع استهداف شطح. وهتف المشيعون أمس: «لا إله إلا الله.. وحزب الله عدو الله» و«عمر، عثمان، أبو بكر، وعلي.. دم السنة عم يغلي غلي». ونقل جثمان شطح في موكب تقدمه دراجون من قوى الأمن الداخلي من مستشفى الجامعة الأميركية في غرب العاصمة، وجثمان بدر من مستشفى كليمنصو. ووقف نجلا شطح قرب نعشه وذرفا دموعا غزيرة، بينما جلست زوجته مع النساء في جانب آخر من المسجد. ثم بدأت الصلاة في حضور الكثير من قيادات قوى «14 آذار»، لا سيما من تيار المستقبل الذي ينتمي إليه شطح ويرأسه سعد الحريري. وقال رئيس الحكومة الأسبق ورئيس كتلة المستقبل البرلمانية فؤاد السنيورة في كلمة عالية النبرة ألقاها باسم قوى «14 آذار» بعد دفن شطح ومرافقه، إن «المجرم يوغل في إجرامه ويحسب أنه سيفلت من العقاب». وأضاف: «إننا لن نستسلم، لن نتراجع أو نخاف من الإرهابيين والقتلة، بل هم الذين عليهم أن يخافوا لأنهم القتلى، هم يقتلون كي يحكموا سيطرتهم ونحن نكرر التمسك بلبنان العيش المشترك والسلم الأهلي.. هم يمعنون في القتل ويدمرون الاقتصاد والعمران ويخربون علاقات لبنان واللبنانيين مع المحيط العربي ومع العالم». وأعلن السنيورة أنه «آن أوان العودة إلى الوطن والدولة، والشرعية حانت ساعتها، فنحن أهل كرامة وحرية، وأنت أيها المجرم الموصوف المعروف من أهل القتل والظلم وسفك الدماء والغدر والتنصل من العهود»، مضيفا: «محمد شطح ما كان قبل اغتيالك لن يكون بعدك». وأشار السنيورة إلى «قرارنا بأن نسير مع شعب لبنان المسالم إلى مقاومة سلمية مدنية ديمقراطية». وقال: «قوى (14 آذار) معكم في ساحات النضال السلمي والديمقراطي، وقررنا تحرير الوطن من احتلال السلاح غير الشرعي لكي نحمي استقلاله ونصون سيادته وسلمه الأهلي». وقال: «إننا لن نتحول إلى قتلة ولن ندمر لبنان وسنبقي لبنان ساحة للحرية والحوار والتواصل والتصالح وليس ساحة للفتنة والاقتتال». وأضاف: «إننا لن نتراجع عن حق الشهداء، مهما تجبرت أيها المجرم ومهما غاليت في الاستعلاء والاستكبار ومهما روجت في الأضاليل فإنك إلى زوال، فقرارنا أن لا نتراجع ولا نخاف سنتصدى وسنواجه، فنحن طلاب حرية وأصحاب حق». وقلد وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال علاء الدين ترو، باسم الرئيس اللبناني ميشال سليمان، شطح وسام الأرز الوطني من رتبة الضابط الأكبر ووضعه على نعشه. وجمع تشييع شطح حشدا من الشخصيات السياسية، أبرزهم إضافة إلى السنيورة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ووفد من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، إضافة إلى نواب وقيادات «14 آذار» وممثلين عن هيئات روحية دبلوماسية ونقابية واقتصادية وهيئات مجتمع مدني. واتخذت القوى الأمنية اللبنانية تدابير مشددة خلال مراسم التشييع. وشوهد الكثير من الآليات العسكرية والجنود في شوارع العاصمة، بينما أغلق محيط المسجد والضريح أمام حركة مرور السيارات. ووضعت أسلاك شائكة حول الباحة التي ارتفعت فيها شجرة أعياد الميلاد المزينة، وصور لشطح مع العلم اللبناني إلى جانبه وعبارة «شهيد الاعتدال». وكان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وفي كلمة بعد أداء الصلاة في مسجد محمد الأمين، عد أن «الحكومة ستتشكل قريبا يوم يلتقي الحكماء لتستوعب قضايا الوطن بتعقل وحكمة»، متهما «الفريق الآخر بأنه آثر أن يكون سبيله للعلى القتل والتدمير، وأن يلحق بأبنائنا ورجالاتنا شهيد بين كل فترة وفترة». وأكد أنه «لن يلين لنا ساعد ولن نتراجع عن طريق من شأنه أن يبني بلدا وحضارة وقيمة إنسانية عالية»، مضيفا: «إننا لن نتراجع عن ذلك، لن نتبنى أفكارا إرهابية وسنقف بالمرصاد أمام كل أنواع القتل والتدمير، وأمام كل وسائل سفك الدماء وسيعلم اللبنانيون جميعا أن يوما مقبلا سينتصر فيه الحق، ستعلو كلمة العقل سيكون الاعتدال سيد الموقف، لن يخرج لبنان أبدا عن هذه المنهجية وعن هذا الفكر». وفي مسجد الخاشقجي، في محلة قصقص قرب بيروت، شيعت عائلة الشعار ابنها الشاب محمد الشعار (16 عاما) الذي توفي في اليوم الثاني على التفجير متأثرا بإصابة بليغة بالرأس. وحضر حشد من رفاقه الطلاب وممثلين عن المجتمع المدني رفعوا لافتات رافضة أن يكون الضحايا الأبرياء مجرد أرقام. وعد عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ أحمد العمري الذي أم الصلاة على جثمان الشعار، أن «الطائفة السنية مستهدفة بقياداتها ورموزها وأمنييها من قبل النظام البعثي وحزب الله»، متوجها إلى الطائفة الشيعية بالقول: «أيتها الطائفة الشيعية الكريمة عليكم أن تنتبهوا من حزب الشيطان». وقال: «في سوريا الحبيبة تقطع رؤوس الأطفال وهؤلاء هم الإرهابيون الحقيقيون ومن يقف معهم».