يبدو أن أقصر الطرق التي كانت تقود المرأة إلى «قلب» الرجل من طريق «معدته» باتت مسدودة وتم إخلاء مسؤولية المرأة من الوصول السريع لقلبه جزئياً، بعد أن شغل الرجل مهمة «الطهي» الذي لطالما اعتقدت أنها الوحيدة التي تمتلك مفاتيحه وأسراره لنيل رضا الشريك عنها. في لحظة حاسمة تناثرت عبرها كلمات الفرح بعد إعلان نتيجة مسابقة «الطبخ» في معرض المأكولات الدولي الذي اختتمت فعالياته أخيراً في جدة بفوز الشيف الشاب رائد محمد بترجي ضمن 15متسابقاً ومتسابقة. وحصل الشيف بترجي (36عاماً) على المركز الأول في طهي جميع أصناف المأكولات العالمية، الفرنسية، الإيطالية، العربية، المحلية، والحلويات، والذي بدأ هوسه بالطهي منذ الطفولة بمشاركة «جدته» التي كان يراقبها وهي تعد الطعام وتقوم بتحضيره للضيوف والجيران ليبدأ قصة عشق لـ «المطبخ» الذي كان يقضي فيه أوقاتاً طويلة دون استنكار أو منع من أفراد أسرته الذين قدموا له الدعم النفسي والتشجيع، إذ كان يشرع بإعداد الولائم التي تخص أسرته في المناسبات والأعياد، لتطول قائمة الطلبات على ما يعدّه من أصناف إلى كميات كبيرة للحفلات وبعض المحال. وبعيداً عن شخصية «سي السيد» التي رُسمت عن الرجل الشرقي وخصوصاً حول حساسيته من الأعمال التي عرف عنها اقتصارها للمرأة، يرى بترجي أنه لا يوجد عمل خاص للمرأة وعمل خاص للرجل، وإنما لكل شخص عمل وهواية مقربة لنفسه يجيدها ويبدع فيها. وأما بالنسبة لنظرة المجتمع له كرجل يهوى المطبخ ويكرس ساعات طويلة لابتكار وصفة أو طريقة جديدة لوصفة قديمة، يقول بترجي: «لم أشعر بأنني أقوم بعمل ينتقص مني أو واجهت شخصاً يثنيني عن طموحي في هذا المجال، بل على العكس تماماً أسرتي تفخر بي كثيراً وأصحب والدتي في أكثر المناسبات والأنشطة التي تهتم بالطهي». في حين ترددت على مسامع والدة رائد السيدة فائقة بترجي كثيراً عبارة «يابخت اللي بيتزوجها رائد»، من السيدات، إضافة إلى رغبتهن في ارتباطه ببناتهن، والذي اعتبرته فائقة دليلاً على الوعي حول العمل والطموح الذي يدفع الشباب للابتكار والتحدي. وتمنى بترجي أن تكون فتاة أحلامه مهووسة بالطبخ والطهي حتى تكون لديهما لغة عمل مشتركة، وتسانده في تحقيق أحلامه وانتشاره عالمياً، مضيفاً: «إن الطهي بات فناً يستهوي شريحة كبيرة من الشباب السعودي، إذ اشترك في مسابقة أقيمت أخيراً في الإمارات كان أكبر عدد من المشاركين من السعودية بواقع 50 سعودياً من أصل 75 مشتركاً».