عدن الخليج: ضاعف الهجوم الإرهابي بالسيارة المفخخة واستهدف، عصر الخميس، بوابة قصر معاشيق الرئاسي مقر إقامة الرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، آلام وأحزان سكان مديرية كريتر، خصوصاً، ومختلف مديريات عدن عموماً، وعلى وجه الخصوص ذوي الضحايا الذين فقدوا فلذات أكبادهم وأقاربهم خلال مرحلتي الحرب بنيران ميليشيا الانقلابيين، والاضطرابات وحالة الانفلات الأمني التي سبقت الحرب برصاص العناصر الخارجة عن النظام والقانون. وعاشت منطقتا العيدروس والشعب وما جاورهما بكريتر، ليلة حزينة ومظلمة جرّاء هول ما أصاب عدداً من أعز شبابها يشكلون نصف إجمالي حصيلة ضحايا تفجير القصر الرئاسي 4 شهداء ونحو 10 جرحى من أصل 8 قتلى و 24 جريحاً، بينهم فتاة شابة وطفلتان، الأولى 7 سنوات والأخرى 8 سنوات، جميعهم سقطوا ضحايا الجريمة الإرهابية، يضافون إلى قائمة طويلة في لوحة الشرف والدفاع عن الأرض والعرض أمام الميليشيات الانقلابية التابعة لجماعة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، تلك اللوحة المرصعة بأسماء الضحايا والمطهرة بدماء أبناء عدن الأبرار، وضحايا القتل بدم بارد غدراً وظلماً وعدواناً. الخليج رصدت أجواء ومظاهر الألم والحزن المضاعفة التي عمت وخيمت حواري وديار ذوي ضحايا كريتر، واقتبست منها نماذج مؤثرة لعلها تجسد مدى أثر الجراح العميقة التي تعيش وتكبر كل يوم في أدق تفاصيل الحياة اليومية لأهالي الضحايا، حيث تعاظمت صعوبة حياة المكلومة أم أصيل وديع، التي تسكن منطقة العيدروس، لعدم احتمالها فراق ابنها البكر أصيل الذي انتقل إلى جوار ربه في الجريمة الإرهابية، كونها لم تكد تنسى وتتجاوز فظاعة ألم ومرارة وحسرة فقدانها ابنها الأصغر منه أكرم الذي غيبه الموت قبل نحو سنة ونصف السنة، ضحية برصاص بلاطجة قاموا بسرقته مبلغ من المال وقتله في عتمة الليل من دون رقيب ولا حسيب، وهو يؤدي عبادة العمل في إحدى محطات تعبئة الغاز للسيارات بالقرب من منطقة صيرة في كريتر. وفي مشهد آخر من فصول الاكتواء بنيران فراق الموت، اجتاح الحزن حياة المصور الصحفي مختار المشرقي، وعائلته وأبناء المنطقة التي يقطنوها، منطقة الشعب، لفراقه ابن خاله محمد عبدالله وإصابة أخيه الأصغر منه الشاب سالم الذي بدا في أول صورة له عقب الجريمة الآثمة رافعاً يديه ملوحاً بإشارة النصر لعدن، وقبلها فقدان العائلة ذاتها أحد أقاربها الذي غادر الحياة الدنيا في الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح، ضد سكان ومدينة عدن. ساعات الليلة الدامية تعتبر من أصعب ليالي سكان كريتر على الإطلاق، منذ انتهاء الحرب بالانتصار الكبير المتمثل بتحرير محافظتهم عدن من الميليشيات الانقلابية، كونها مرت على وقع الأخبار والأنباء والمفاجآت المؤلمة والصادمة وغير السارة، إما بموت وإما إصابة أخ أو قريب أو عزيز أو صديق ضحية آلة الموت الإرهابية التي اعتادت حصد أرواح الأبرياء، مجردة وبعيدة كل البعد عن وازع وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشرائع السماوية والقيم والأعراف الإنسانية والعربية الأصيلة القائمة جميعها على الرحمة والمودة ونبذ الإرهاب والعنف التطرف بشتى أشكاله.