قال الأكاديمي في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز فيصل الشهراني: حول أسباب تأخر الخطاب الشرعي في معالجة الطائفية والعنصرية ونحوها «سنلحظ أن هذا التأخر ليس استثناء بل هو قرين تأخرات أخرى في ميادين كثيرة، امتزج التدين في بعض تجلياته المناطقية لدينا بخطاب عنصري كامن يتدثّر بديباجات متسامحة وإنسانية، فأسهم الخطاب الشرعي في المشكلة، ولم يكتف بضعف المعالجة، فهو شريك المرض لا بعض الطب والدواء! ولفت إلى أن «الصحوة تنازعتها اهتمامات كثيرة أخرت عنايتها بالجانب الإنساني، مثل المشكلات الطائفية والعنصرية وغيرها، ويأتي في مقدم هذه الاهتمامات الجانب السياسي، ويظهر انغماس الحركات الإسلامية فيه لا في الداخل السعودي وإنما في الخارج، وإن كانت معارك التيارات في الشأن المحلي وما يلحقها من مكاسب وخسائر على الصعيد المجتمعي تعتبر المقابل الموضوعي للانشغال السياسي المباشر في الدول العربية». وأكد أن كل جهد يبذل في زيادة جرعات الأنسنة في مجتمعاتنا، وكل خطوة على الدرب الصحيح هي فعل علاجي تقويمي تصحيحي يذكر فيشكر، وما زال بالإمكان الاستدراك إذ الدواء موجود حاضر. وأوضح أن واقعنا يعيش أزمات عدة يكمن علاجها في خطاب إسلامي متصالح مع الأنسنة التي تشكل بعضاً من إطاره النظري والأخلاقي أصلاً، وأضاف: «الخطاب الشرعي يملك القدرة على معالجة هذه المشكلات بلا شك، شرط أن تتوفر الإرادة الجادة والفهم الصحيح لمضامين هذا الخطاب في أصليه الكتاب والسنّة».