منذ عهد الطفولة والتنافس على أشده بين صالح ويوسف، كلاهما كان يحرص على اثارة حفيظة وغيرة الآخر بما يملكه من اشياء، فعندما يحصل صالح على حلاوة (مصاصة) كان يركض بسرعة عاضا على ثوبه في اتجاه منزل يوسف ليريه الحلاوة ولسان حاله يقول (حره) وعندما تطبخ والدة يوسف كبسة دجاج محشي بالمكسرات يهرول يوسف لإبلاغ صاحبه صالح بالطبخة وأن والدته لم تقصر فلقد قامت بحشو بطن الدجاجة بالمكسرات اللذيذة من كازو وفستق ولوز، وكيف تفننت والدته في اعدادها بصورة رهيبة. وتتواصل الايام وتستمر المنافسة و(الهياطة) بينهما بصورة تتنامى يوما بعد يوم. في سباق طفولي وشبابي لا حدود له. لذلك عندما امتلك صالح دراجة عاديةراح يلف عواميدها بشرائط بلاستيكية ملونة ابدع في لفها لتشكل زخارف لا أروع. لم يرتح يوسف ذلك اليوم الا بعد أن اخرج ما في (حصالته) من نقود إضافة إلى ما أخذه من والدته فاقتنى دراجة (ريلي) جديدة لها جرس موسيقى رنان! وعندما كبرا وبات كل واحد منهما موظفا احدهما في شركة النفط والآخر في الحكومة لم يتخليا عن عادتهما الغريبة والتي باتت ملاحظة لدى معارفهما.. وعندما اشترى صالح (دشا) بمبلغ كبير من السوق السوداء في بدايات وصول «الدش» فما كان من يوسف الموظف البسيط في الحكومة الا أن يشترك في جمعية بجزء كبير من راتبه المتواضع بالمقارنة براتب صاحبه موظف شركة النفط.. وبعد توصيات وحب خشوم اشترى أفضل جهاز دش وصل السوق السوداء ايامها ومن نوع (شبرال) وبمبلغ كبير، ودفع مبلغا اكبر لعامل فني نصب عليه عدة مرات! خلال عملية تركيبه. فبات لهذا الفني البقرة الحلوب، كل مرة يأتي للبرمجة او لزيادة قنوات الاستقبال يأخذ مبلغا ما.. المهم كلما التقى يوسف بصاحبه آخر الاسبوع يحدثه عن تميز (دشه) وانه يستطيع مشاهدة قنوات عديدة بوضوح. وكيف أنه اكتشف مع زوجته تأثر الكثير من الافلام العربية بالأفلام الغربية القديمة من ناحية اختيار المكان او الفكرة وحتى الديكور والموسيقى.. بل ان زوجته استطاعت تعلم العديد من الطبخات وإعداد المأكولات من محطات مختلفة.. بعد اسبوع وخلال عودتهما من صلاة الجمعة التفت صالح وهو يربت على كتف يوسف ويقول هامسا: البارحة ركبنا (دش) جديدا يتحرك من (الافق الى الافق) ووضعناه في غرفة نومنا.. حتى نستطيع التحكم فيه وخوفا على الاولاد. يشاهدون شيئا لا يصلح لهم، كان يوسف قد تضايق وهو يستمع لكلام صاحبه ومضت لحظات قبل ان يرد عليه قائلا المعذرة يا بو مريم، لقد انشغلت عنك قليلا افكر في التوأم الذي رزقني الله بهما فجر اليوم وماذا اسميهما مع ام عبدالعزيز. أحمد ومحمود. ام سعد وسعود؟! فنظر اليه صالح والدهشة تكاد تطير بعقاله من على رأسه، وربما عقله وقال: «با لم. با. رك».. جاءت حروفها مبعثرة ومتباعدة! تغريدة: الاستثمار القطري في مشروع تجاري يقام في العاصمة بتكلفة 33 مليار ريال خطوة قطرية رائدة في الطريق الصحيح.. كاتب وفنان تشكيلي