علّقت الجزائر الرحلات الجوية بين عاصمتها والعاصمة الليبية طرابلس، وذلك اعتباراً من 29 كانون الثاني (يناير) الجاري وحتى إشعار آخر. وعُلِم أن السلطات الجزائرية أطلعت رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج على قرارها، خلال زيارته الجزائر منذ يومين، معللةً إياه بوجود «دواعٍ أمنية». وأعلنت وزارة النقل الجزائرية أن الطيران المدني الجزائري علّق رحلاته الجوية بين الجزائر وطرابلس اعتباراً من يوم الجمعة المقبل، تزامناً مع تشديد الإجراءات الأمنية في مطار العاصمة بخاصة على الرعايا المتجهين إلى ليبيا وإلى منطقة الحدود المشتركة الجزائرية- الليبية. وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية: «بعد إبلاغ السلطات الليبية وشركة الطيران الليبية، قرر الطيران المدني الجزائري تعليق الرحلات الجوية بين الجزائر العاصمة وطرابلس اعتباراً من يوم الجمعة 29 كانون الثاني وحتى إشعار آخر». وذكر مصدر مأذون له لـ «الحياة»، أن قرار الجزائر اتُخِذ على ضوء «تقرير أمني أعدته مصالح الاستخبارات حول تهديد أمني مصدره الرعايا المتدفقون على ليبيا». لكن السلطات الأمنية لم تؤكد أو تنفي هذه المعطيات. ويُعدّ هذا القرار الثالث من جملة قرارات أمنية اتخذتها الجزائر هذا الأسبوع، إذ أعلنت أولاً تعليق عبور الرعايا المغاربة في اتجاه ليبيا، ثم منع وصول الأجانب إلى الحدود الليبية وأخيراً تعليق الرحلات. وأفادت مصادر أمنية «الحياة»، بأن جهاز الأمن الخارجي في الاستخبارات وجّه مذكرة مستعجلة إلى مكتب ديوان الرئاسة، مشيراً إلى أنه استقى معلوماته «بالتعاون مع استخبارات غربية». وجمدت الجزائر في عام 2011 الرحلات الجوية بينها وبين ليبيا، ثم استعاد البلدان تعاونهما في هذا المجال بدءاً من أيار (مايو) 2015 ، كما قررت الجزائر فتح المعابر البرية بينها وبين ليبيا دورياً، وفق تقدير السلطات المحلية بعد إغلاق تام. وتمتد الحدود الجزائرية - الليبية على طول 980 كيلومتراً، حيث تنشر الجزائر ترسانة عسكرية برية وجوية تؤدي مهام استطلاع منذ 4 سنوات.