حذر عادل عبد المهدي وزير النفط العراقي، مما وصفه بانقلاب في سوق النفط العالمي وارتفاع "عنيف ومفاجئ"، إذا استمر الهبوط الكبير في أسعار الخام واستمر معه توقف الاستثمار في عديد من مناطق العالم. وقال الوزير العراقي أمام منتدى استراتيجية الطاقة في الكويت، "إذا استمرت الأزمة طويلا ستنقلب السوق النفطية من سوق مشترين إلى سوق بائعين ومن فائض عرض إلى زيادة في الطلب"، مؤكدا أنه إذا واصلت أسعار النفط الهبوط بشكل يحد من الاستثمارات فقد يكون ارتفاع الأسعار "عنيفا ومفاجئا". ويشكو منتجو النفط حاليا من تحكم المشترين وليس البائعين في السوق النفطية العالمية بالنظر لزيادة العرض عن الطلب بنسبة كبيرة وهو ما يجعل البائعين المتنافسين فيما بينهم على الحصص السوقية غير قادرين على فرض شروطهم وأسعارهم في مواجهة المشترين. وقال الوزير إن هناك عديدا من الاستثمارات في إنتاج النفط توقفت حاليا بسبب الأسعار المتدنية، مبينا أن قسما كبيرا من منتجي النفط الصخري وعديدا من الدول المنتجة زادت كلفتها التشغيلية حاليا إلى معدلات أعلى من سعر برميل النفط ذاته ما يعني أنها ستتحمل خسائر في سبيل استمرار الإنتاج. وأضاف، أن "السوق النفطية العالمية أصبحت حاليا أكثر تعقيدا مما نتصور، بسبب دخول عديد من العوامل فيه منها التكنولوجيا الحديثة وتوسع الدورة الاقتصادية عما كانت عليه من الدورات الاقتصادية التقليدية في الماضي". وذكر عبد المهدي أن ثماني دول من أعضاء أوبك الثلاث عشرة، تقل التكاليف التشغيلية والاستثمارية لإنتاج البرميل فيها عن 30 دولارا، مضيفا: "عشنا عقودا مع أسعار 25 و30 دولارا للبرميل لكن كلفة الإنتاج الآن أعلى". وقال إن دول أوبك تعاني من اعتماد اقتصاداتها بشكل كبير على النفط في حين يوفر التنوع الاقتصادي للدول الأخرى من خارج أوبك ميزة إضافية، لكنه أضاف أن كلفة إنتاج النفط في دول خارج أوبك أعلى بكثير من دول أوبك وهو ما يجعل لكل فريق ميزة نسبية عن الآخر. وتابع: "زملاؤنا في خارج أوبك لديهم كمامات أوكسجين يتنفسون بها (تحت الماء) ونحن ليس لدينا هذه الكمامات"، في وقت أشار إلى استعداد بلاده للمشاركة في خفض الإنتاج إذا تعاون كل الأعضاء، مضيفا: "نرى بعض المرونة لإبرام اتفاق بين أوبك والمنتجين من خارجها".