×
محافظة المنطقة الشرقية

اجتماعي / نادي ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدينة المنورة .. صقل للموهوبين وتطبيق عملي لاستراتيجية الدمج / إضافة أولى واخيرة

صورة الخبر

في كل المجتمعات البشرية، تبدو السلوكيات متأرجحة بين القبول والرفض، وربما تكون بعض التقاليد، مدعاة للانتقاد ومطلباً للتغيير للتوافق مع متطلبات العصر، واستجابة لنداء الارتقاء الطبيعي المتوافق مع ظروف الحياة.. والمجتمعات الناجحة هي تلك التي تنجح في تمرير تغيير بعض السلوكيات الاستفزازية بأقل الخسائر حرصاً على تحقيق الأفضل. ورغم أن الكَرَم مثلاً، يمثل إحدى العادات الحسنة التي استأثر بها العرب وتميزوا عن غيرهم رغم ضيق ذات اليد أحياناً منذ آلاف السنين، وظلت جذورها ممتدة حتى العصر الحالي، إلا أن بعض هذا "الكرم" تجاوز حدود المنطق وشكّل نموذجاً سيئاً للبذخ والإسراف والمبالغة أيضاً.. وبات بشكله الاستفزازي محط انتقاد لاذع واستنكار واسع في الآونة الأخيرة، وخاصة مع التعقيدات الاقتصادية والغلاء، ووجود شرائح أعتقد أنها أولى بهذا "الكرم" الذي ينتهي مصيره إلى صناديق القمامة أو يطير في الهواء. قبل أيام، تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي، حملات انتقادية واستنكارية مبررة، ضد تصرفات بعض من اتصفوا ب"الهياط" وحسناً فعلت هيئة الأمر بالمعروف، عندما هدّدت هؤلاء "المهايطة" بمحاكمتهم شرعاً، وجاء التأكيد عندما قبضت شرطة الرياض على مصوري المقطع المتداوَل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المتضمن قيام شخص بالتظاهر بنحر ابنه، وتقديم مادة سائلة تشبه الدم لضيوفه لغسل أيديهم؛ إمعاناً في إكرامهم، على حد زعمه. هذا عدا تمزيق أكياس الهيل والغسيل بدهن العود، وذبح ملايين الأغنام والإبل، وعشرات القصص التي تثير غضب من لديه عقل، فضلاً عن أنها أصبحت مثار ضحك وسخرية الآخرين علينا، والتي تكشف بوضوح أن لدى البعض منا خللاً في التركيبة الشخصية والنفسية. هل من المعقول مثلاً، أن تستهلك موائد المناسبات عندنا، حسب إحصائية تناقلتها بعض المواقع الإليكترونية، 2.8 مليون رأس من الإبل، و17 مليون رأس من الأغنام في عام واحد، من أجل التفاخر و"الفشخرة" فيما لدينا آلاف الأسر الفقيرة والمحتاجة، وطوابير من المحتاجين تصطف أمام أبواب الجمعيات الخيرية بانتظار معونة فاعل خير، أو مصروف شهري يقيها ذل السؤال؟. وأثق أن هناك آلافاً آخرين يترفعون في بيوتهم عن أي انتظار أو سؤال.! ظاهرة "الهياط" هذه، تحتاج وقفة جادة، يشارك فيها الجميع، ولو بتشريع حكومي، يحجر على مثل هؤلاء الأشخاص، ولا حديث عن أي حرية شخصية، تلك التي تمثل استفزازاً وجنوناً من شأنه بهذا الخروج الصارخ عن المعقول، أن يضرب السلم الاجتماعي، ويتسبب في خلق جيل حاقد ومقهور وربما منتقم في المستقبل. الكرم المبالغ.. أهلاً به ومرحباً.. أما هذا الهياط المجنون، فهو أكثر خطورة من الإرهاب الذي نواجهه، لا بد من علاج أصحابه، ولو تطلب الأمر إدخالهم لأقرب مصحة نفسية. hhaifamohammad231@gmail.com