×
محافظة المدينة المنورة

«يلا ندردش» لتعزيز اللحمة الوطنية

صورة الخبر

أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن القطاع الطبي في دبي أمام تحد خلال السنوات الخمس المقبلة، لتطوير الخدمات والارتقاء للطموحات وترسيخ دبي محطة علاجية رئيسية في الدولة، وفي منطقة تحيط بنا يسكنها مليارا نسمة. جاء ذلك خلال اعتماد سموّه أمس، في المكتب التنفيذي في دبي، بحضور سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، استراتيجية دبي للصحة حتى عام 2021 التي تهدف إلى إعادة هندسة القطاع الصحي في دبي، وتضم 15 برنامجا و93 مبادرة، وشارك في صياغة أفكارها أكثر من 11 ألف موظف وموظفة من الهيئة، وكل قيادات الهيئة وأصحاب ومديري المنشآت الصحية الخاصة وشركات الأدوية والتكنولوجيا والمؤسسات المنتجة للمستلزمات الطبية وشركات التأمين وغيرها. وقال سموّه إن توقعات المواطنين والمقيمين ترتفع كل يوم، لأنهم تعودوا على التميز في كل القطاعات في الدولة وأن الجميع أمام مسؤولية مشتركة لتطوير هذا القطاع الحيوي، ومتابعتنا ستكون مستمرة وثقتنا بقيادات الهيئة ستكون مرتبطة بحجم التطور في الخدمات المقدمة. وأضاف سموّه إن استثمارنا الأهم خلال الفترة المقبلة، سيكون في كوادر الهيئة، لأنهم رأس المال الحقيقي بمعارفهم ومهاراتهم وتدريبهم المستمر، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، سيضمن ترسيخ دبي عاصمة للسياحة العلاجية في المنطقة خلال الفترة المقبلة. وراعت الاستراتيجية في منطلقاتها وبرامجها التنفيذية وأهدافها المكانة الدولية التي تتمتع بها مدينة دبي، بوصفها الأسرع نموا وازدهارا. كما راعت تطلعات الإمارة إلى تقديم نموذج صحي عالمي من الطراز الأول يحتذى، والوصول إلى مجتمع صحي وسعيد من خلال صروح طبية وبحثية تضم أحدث التقنيات والتطبيقات الذكية التي تقوم عليها نخب من الكوادر الإدارية والطواقم الطبية والتمريضية والفنية الملتزمة بأفضل الممارسات والمعايير المعمول بها عالميا. حضر اعتماد استراتيجية دبي للصحة حتى عام 2021، سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومحمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، وحميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة بدبي، ومحمد إبراهيم الشيباني المدير العام لديوان صاحب السموّ حاكم دبي، وخليفة سعيد سليمان المدير العام لدائرة التشريفات والضيافة في دبي. الركائز الأساسية واستمدت الهيئة الركائز الأساسية والمتمثلة في ثماني ركائز، لبناء استراتيجيتها من توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي كان أكد فيها أهمية الوصول إلى أعلى المعايير العالمية وأرقاها. وتوفير أقصى مستويات الرعاية الصحية للمرضى خاصة الأمراض المزمنة، وترسيخ ثقافة الكشف المبكر عن المرض والتوعية بهذا الشأن في أوساط مجتمعنا، والتخفيف من الآثار الخطرة للأمراض الخبيثة وسرعة علاجها والتعامل معها بشكل إيجابي، وتدريب الكوادر الطبية الوطنية لاسيما في التخصصات الطبية النادرة، والوصول إلى اكتشاف العلاجات المناسبة والناجعة للكثير من الأمراض المستعصية، والتركيز على البحوث والدراسات التي تسهم في تطوير كفاءة مستشفيات الهيئة وكادرها الطبي والفني، ومواكبة كل ما هو جديد في العلوم الطبية والصحية والأجهزة والمعدات والأدوية. كما استلهمت الهيئة من فكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مجموعة القيم الحاكمة للمنظومة الصحية والقائمة على البعد الإنساني ومبادئ تحقيق رضا المتعاملين وإسعادهم، وحفظ حقوق المرضى، إلى جانب المسؤولية والعمل بروح الفريق والمبادرة والإبداع والتميز وتهيئة أجواء عمل خلاقة ومحفزة على الابتكار. وحرصت الهيئة في تحديد محاور التطوير وبرامجه، على مواكبة مجتمع اقتصاد المعرفة ومعايير الاستدامة وأدوات الحوكمة وأتمتة النظم وقواعد البيانات والمعلومات المرتبطة بأحدث التقنيات الطبية الذكية والأهداف الإنمائية العالمية لما بعد عام 2015 التي حددتها الأمم المتحدة ممثلة في منظمة الصحة العالمية، لاسيما المتصل منها بصحة الأم والطفل، وراعت الهيئة ضرورة استحداث أنماط حياتية سليمة تحفظ للمواطنين والمقيمين في دبي وحتى الزائرين لها صحتهم ولياقتهم البدنية. كما راعت الأبعاد الاقتصادية التنافسية لإمارة دبي، بتحقيق الاستثمار الأفضل لموارد الهيئة المالية والبشرية وتخصيص مسارات تطوير واضحة للسياسة الصحية والنظم واللوائح المرتبطة بجذب رؤوس الأموال، للاستثمار في قطاع الصحة، إلى جانب تنشيط حركة السياحة العلاجية والاستفادة من مكانة دبي وريادتها في جعلها الوجهة المفضلة لرواد هذا النوع من السياحة، آخذة في الحسبان، ضرورة التعاون المثمر وتوثيق العلاقة في القطاع الصحي بين الحكومي والخاص، لتحقيق أعلى معدلات الجذب للراغبين في تجربة صحية مميزة. استراتيجية التطوير واعتمدت الهيئة في بناء استراتيجية التطوير 2016/ 2021 على دراسة متأنية وتشخيص دقيق للواقع الصحي في دبي، شارك فيها 11 ألف موظف وموظفة من المنتسبين للهيئة بجملة من الأفكار المبتكرة والمبادرات الخلاقة، من خلال المختبر الإلكتروني على الشبكة الداخلية للهيئة، إلى جانب الطرح الثري الذي حصده المختبر التفاعلي من مجموعة مناقشات وجلسات العصف الذهني التي شارك فيها أكثر من 90 مسؤولا يمثلون الجهات الصحية والمعنية كافة، وأصحاب ومديري المنشآت الصحية الخاصة وشركات الأدوية والتكنولوجيا والمؤسسات المنتجة للمستلزمات الطبية وشركات التأمين وغيرها ممن اجتمعوا لدراسة وبحث إشكاليات القطاع الصحي وتحدياته ومستقبله وأفضل سبل التطوير. وحرصت الهيئة، قبل الانتهاء من الاستراتيجية، على فتح المجال أمام مؤسسات المجتمع وأفراده للمشاركة بالطرح البناء ووجهات النظر الموضوعية، في تنقيح برامج التطوير وأهدافه، عبر موقع الهيئة الإلكتروني وصفحات التواصل الاجتماع. في الوقت نفسه بحثت الهيئة في مراحل بناء الاستراتيجية وإعدادها مجموعة من التجارب والممارسات الناجحة في مختلف بلدان العالم المتقدم. كما وقفت بالبحث والدراسة أمام مجموعة من المؤشرات والمقارنات الخاصة بتكلفة العلاج وكفاءة تشغيل المستشفيات ودرجة جودة الخدمات والنظام العام للإدارة الصحية، فيما رصدت جملة التحديات التي تواجه النظم الصحية العالمية وفرص النجاح. ومن خلال الدراسات والدراسات المقارنة التي تم تحليلها، وما تم رصده من أفكار ومبادرات المسؤولين والمختصين وما نتج عن المختبر التفاعلي والعصف الذهني الذي أجرته، وضعت الهيئة يدها على مجموعة من الفجوات وحددت نوعيتها ومجالاتها بشكل دقيق، وقد أظهر التحليل حالة القطاع الصحي الخاص المجزأ ومحدودية أساليب الوقاية الفعالة ومعدلات كثافة الأطباء والازدحام اللافت في أقسام الطوارئ، ونوعية الخدمات المقدمة في مجال الصحة النفسية والعقلية ونسبة جودة البيانات وسياسة توظيف الموارد البشرية واستثمارها، إلى جانب حجم الإنفاق على الخدمات الصحية، مقارنة بجودتها. وقامت استراتيجية هيئة الصحة في دبي على أربعة محاور أساسية تمثلت في الصحة وأنماط الحياة، والتميز في تقديم الخدمة، والرعاية الصحية الذكية (الرعاية الإلكترونية)، والحوكمة. المحاور الأربعة ارتبطت بالمحاور الأربعة ستة أهداف استراتيجية، هي ضمان بيئة صحية آمنة لسكان دبي، وضمان توفير نظام تقديم خدمات شامل ومتكامل وذي جودة عالية، وطرح الابتكار وتحسين الكفاءة في تقديم الرعاية من أجل موازنة الوصول والجودة والتكلفة، ودعم عملية خلق منصة بيانات متكاملة واستخدامها لسياسة الحكومة الإلكترونية الذكية وعملية اتخاذ القرار فيها، وخلق نظام بيئي فعال لقطاع الرعاية الصحية في دبي بناء على التعاون بين القطاع العام والخاص، وإعادة هندسة هيكلية الإدارة في الهيئة. وخلصت الهيئة من المحاور الأربعة وأهداف الاستراتيجية الستة، إلى 15 برنامجاً للتطوير، اشتملت على الوقاية والعناية بالأسنان والرعاية الأولية وابتكار نموذج الرعاية والعناية بالأسنان والأمراض العقلية، والاضطرابات السلوكية وإدارة الأمراض المزمنة، ومراكز التميز بما في ذلك البحوث السريرية والسياحة العلاجية والتميز في الجودة والبيانات والتكنولوجيا والقوى العاملة والتعليم الطبي والتأمين والشراكات العامة والخاصة، والاستثمار والحوكمة - الإدارة.(وام) 93 مبادرة مبتكرة اندرجت تحت مجمل البرامج ال15، 93 مبادرة مبتكرة تمثل المسارات المحورية لعملية التحول الاستثنائية التي ستقوم بها الهيئة في القطاع الصحي بدبي. وحرصا منها على تعزيز مبادئ الحوكمة وإحداث الطفرة النوعية المطلوبة وتحقيق الأهداف المرجوة وفق المؤشرات والبرمجة الزمنية المقررة، ووفاء منها بمقتضيات المرحلة، وأهمها رفع معدلات الأداء المؤسسي وتوفير بيئة عمل حاضنة للإبداع والابتكار، أكدت الهيئة أهمية التوجيه بإعداد هيكل تنظيمي أكثر تطوراً واستجابة لمقتضيات المرحلة المقبلة ومتطلبات المستقبل، وتعديل التشريعات الصادرة بإنشاء الهيئة وإصدار قانون لمؤسسة دبي للخدمات الصحية. وأوصت الهيئة بضرورة تأسيس مكتب التحول الذكي الذي تعول على دوره المحوري في أعمال التخطيط والإشراف والمتابعة لعمليات التحول النوعي، إلى جانب مسؤوليات المكتب المتصلة بضمان تسيير منهجية التطوير ببرامجها ومشروعاتها ومبادراتها بشكل سليم وكفاءة عالية ووفق ما تم تخطيطه.