انتقد الكاتب الأردني والوزير السابق صالح القلاب في مقال له صمت العرب على ما يفعل الروس في سورية، مؤيدا اتهام الروس بأن هدفهم إنشاء دولة طائفية علوية في منطقة اللاذقية!. وهذه التهمة لم تعد بحاجة لبراهين، فمن الواضح أن التدخل الروسي في سورية لم يكن لضرب «داعش» بل لضرب المعارضة السورية المعتدلة واستعادة ميزان القوة لصالح النظام السوري، وتغيير كل موازين التفاوض على مستقبل سوريا!. العرب يعيشون في حالة انقسام منذ الغزو العراقي للكويت، ولعل من المثير للدهشة أن حالة الضعف التي أصيبوا بها جعلتهم في موقف المتفرج الصامت على ما يجري على خشبة مسرحهم، بل إنه من اللافت أن تلعب دول خارجية كإيران وروسيا الأدوار الرئيسية على الساحة العربية، فيما يتوارى العرب وكأنهم بانتظار أن يشكل الآخرون حدود منطقتهم ويرسموا لهم ملامح مستقبلها!. كان الموقف السعودي في اليمن استثناء أملاه استشعار خطر استنساخ تجربة حزب الله في اليمن والوعي السعودي بحقيقة المخطط الإيراني لمحاصرتها في المنطقة، لكن السعودية لا يمكن أن تكون اللاعب الوحيد في مواجهة الإيرانيين والروس، فيما تنشغل مصر بذاتها وتغيب بقية الدول العربية تماما عن المشهد وكأنها تقع في الطرف الآخر من الكرة الأرضية!. وأعجب من الصمت العربي على ما يفعله الروس في سوريا الصمت الغربي، حيث يبدو أن الغرب الذي شجع ثورة السوريين في بدايتها قد تخلى عن كل التزاماته الأخلاقية والسياسية تجاه الشعب السوري رغم كل المآسي التي مرت به وجرائم القتل التي مارسها النظام خلال السنوات الماضية ويمارسها الإيرانيون والروس في السنوات التالية!.