أمنياً.. نعم، فخلال السنوات الثماني الماضية لم تشهد المملكة عمليات إرهابية فاعلة، واستطاعت وزارة الداخلية متمثلة بمؤسساتها الأمنية وخبرتها الواسعة في الحرب على العنف والتطرف طرد القاعدة إلى خارج حدودنا، بل والعمل على ملاحقة فلولها أينما وجدوا في تعاون أمني تلعب فيه الرياض دوراً محورياً على الصعيدين الدولي والإقليمي. فكرياً، لازلنا نعاني من انتشار الفكر المتطرف الذي يتغذى من الظروف والتطورات التي تتسارع من حولنا ليستقطب المزيد من أبنائنا للمشاركة في حربٍ لا معنى لها ولا غاية، إلا الإساءة لمفهوم الجهاد الحقيقي، والاعتدال الذي تمثله بلادنا بين الأمم. وهنا لابد من الإشارة إلى الدور الذي يلعبه مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الذي يسعى لأن يكون " أُنموذجاً عالمياً لتحقيق الأمن الفكري، المرتكز على وسطية الإسلام وتعزيز روح الانتماء الوطني" كما يقول القائمون عليه. ولكن لكي ينجح هذا المركز بالشكل المطلوب لابد من تحقيق استقلاليته الكاملة وتحويله إلى مركز للحوار والدراسات البحثية المتعلقة بالإرهاب واستقطاب العلماء والمفكرين في شتى المجالات، للوقوف على كافة النواحي المتعلقة بالتطرف. في الأخير.. حتى نتمكن فعلاً من الانتصار على الإرهاب لابد لنا من تجاوز ماخلفه من مظاهر وعلى رأسها تلك "الصبات" الخرسانية، والأسلاك الشائكة التي تحيط بمؤسساتنا ومرافقنا الحيوية، فهناك طرق أخرى يمكن من خلالها الشعور بالأمان دون تذكيرنا الدائم بأن الحرب مع الإرهاب لم تنتهِ بعد، وإننا بانتظار العملية المقبلة التي أسأل الله أن لا تأتي.