لم يفق عشاق الشباب من صدمة انتقال المهاجم ناصر الشمراني الى الهلال بعد أن أبلى مع فريقهم بلاءً حسناً تبوأ خلال تواجده في كتيبة "الليث" موقع الصدارة على قائمة الهدافين لأربعة اعوام حتى أضحى المهاجم الأول في الملاعب السعودية بمقدرته الفنية المتميزة وحسه التهديفي العالي الذي جعل منه هدافاً يعرف طريق المرمى في كل الأوقات، وتحت كل الظروف، إلا على أنغام صدمة أخرى عنيفة طالعنا بها المدافع حسن معاذ الذي ابدى رغبته بالخروج من الشباب بحجة أن الأجواء في النادي لم تعد تحتمل. الكثير من محبي الشباب وضعوا علامات استفهام كبيرة حيال هذه الأحاديث التي رمت الحجر في المياه الراكدة بمعنى أن يكون كلام معاذ صحيحاً وهو أن الأجواء لا تبدو صحية لوجود بعض الأخطاء والممارسات الإدارية، والفنية التي مورست ضده ولم يعد يحتملها بدليل أنه يلعب أساسياً في المنتخب الأول بعد أن قدم مستوى لافتاً هذا الموسم على وجه التحديد، وبلغ من النضج الكروي والفني والاتزان في التعامل درجة عالية، وإما أن هناك أسباباً أخرى دفعت اللاعب للخروج بمثل هذه الأحاديث النارية في هذا الوقت الصعب والعصيب الذي يمر به الفريق وشهد فيه انحداراً كبيراً في مستواه وتراجعاً مخيفاً في نتائجه حتى تعالت أصوات جماهير الشباب مطالبة الجهازين الفني والإداري بالتدخل والإحلال بإشراك عدد من العناصر الشابة والمتميزة التي أنهكتهم دكة البدلاء وقضت على طموحاتهم العريضة. العارفين ببواطن الأمور رموا بتأويلاتهم إلى أن هناك أيد خفية ساهمت في تحريك اللاعب وخروجه عن النص في بعض أحاديثه الأخيرة التي ختمها برغبة واضحة وصريحة بالرحيل، لا تبدو المشكلة برحيل معاذ أو بقائه فلا يمكن أن يتوقف كيان بحجم الشباب على لاعب أو لاعبين مهما بلغ حجمهم ومكانتهم والاعوام الخالية شاهد على هذه المقولة، ولكن المشكلة تكمن في أن هناك خلل واضح في مقدرة الجهاز الإداري على التعامل مع مثل هذه المشكلات والتجاوات التي باتت تطفو على السطح، وليس من المنطق أو المعقول أن يكون الحل في قضية أي لاعب يبدي انزعاجه من الوضع بالخروج من النادي وشراء المتبقي من عقده على طريقة الشمراني، ومعاذ لأن الشق سيكبر بتزايد أعداد المطالبين بهذا المطلب عند حدوث أي سوء فهم مع أي من الأطراف الأخرى سواء الجهاز الإداري أو الفني أو مع زملائه اللاعبين. النجاح الإداري يتمثل في المقدرة على حل الخلافات والقضاء عليها في مهدها وتحويل الأجواء داخل النادي إلى أجواء أسرية ولن يتأتى ذلك إلا بوجود الإداريين المحنكين في التعامل المخلصين في العمل الذين يهمهم مصلحة ناديهم بمعنى أنهم يعشقون الكيان فقط ويضحون من أجله لايعملون لتأدية الواجب فقط ولن تجد مثل هذه المواصفات إلا بمن أحب الشباب وكان قلبه عليه، وعلى مصلحته من دون النظر لاعتبارات أخرى. الشباب أضحى اليوم بحاجة ماسة لرجاله الأوفياء المخلصين في هذه المرحلة الحساسة، والحرجة وبات تواجد أعضاء الشرف المؤثرين والبارزين دور مهم في احتواء المشكلات التي باتت تهدد مسيرة النادي بل باتت علامة بارزة له من بين الأندية الأخرى كما قال قائده السابق فؤاد أنور (بأنه لا يرى مثل هذه الأحداث سوى في الشباب عن غيره من الأندية الأخرى واضعاً أكثر من علامة استفهام في حديثه) تساؤلات عريضة طرحها محبو الشباب أهمها هل ارتبط رحيل إدارة النادي بمسلسل التفريط الواضح بالنجوم المحليين والأجانب؟ أم أن المقدرة المالية للنادي لم تعد تحتمل تلك المصروفات العالية التي تسببت بها العقود والمرتبات الكبيرة؟، ولا زالت تلك الجماهير العاشقة تطالب إدارة النادي ببيان رسمي تكشف فيه الحقائق، وتضع من خلاله النقاط على الحروف وهي محقة بذلك احتراماً لها وتقديراً للكيان الكبير.