أكد الشاعر السعودي علي بافقيه أنه يشعر بحال من الصمت الشعري، بعد إصدار مجموعتين شعريتين «رقيات»، على رغم أنه تعود على الكتابة مبكراً «وربما يكون الصمت لاستيعاب ما يحدث، أو لأنني لا أكترث بالنشر أو يعود ذلك لطبيعتي البشرية». واعتبر أن كتابة المقال «جعلتني أتواصل مع ما يدور في المجتمع العربي والتفاعل معه». وفي رد على سؤال حول اهتمام النقاد بتجربته الشعرية قال بافقيه: «في الواقع لا أعرف إن كنت ظُلمت نقدياً أم لا، ولا أتابع ما يطرحه النقاد والأكاديميون أو ربما لا أملك علاقات واسعة في الوسط الثقافي والصحافي كي تسهل لي أشياء كثيرة». وتذكر بافقيه، في الأمسية الشعرية التي أحياها في النادي الأدبي في جدة ضمن برنامج منتدى عبقر مساء الثلثاء الماضي، محطات في حياته، وقال: «كانت فرصة الابتعاث لأميركا في السبعينات الميلادية من القرن الماضي فرصة لتكويني الشعري ومشاركتي لعدد من الإخوة العرب في التنديد بالأوضاع السياسية في البلاد العربية، وكنت كثير الإعجاب بالشاعر الكبير جبران خليل جبران وأبي القاسم الشابي وسواهما من الشعراء الرومانسيين»، مشيراً إلى أن مشاركته في مهرجان المربد بالعراق «من الذكريات الجميلة التي أضافت لي الكثير» وقال: «تمكنت من كتابة الشكل العمودي في القصيدة، لكنني مع الأسف لم أنشر كثيراً منها، بل وصل الأمر معي إلى إتلاف مجموعة شعرية عمودية قبل إصدار ديوان «جلال الأشجار»، لأنني وجدت في كتابة الشكل التفعيلي فرصة أوسع وأرحب للتعبير عما أشعر به ومن ثم إخراجها في شكل قصيدة»، مستدركاً إنه لم يهجر كتابة القصيدة العمودية «وربما نشرت بعضاً منها في أماكن متفرقة». وقال صاحب «جلال الأشجار»: «كان الشاعر عبدالله الصيخان هو من عرفني على عدد من الشعراء والوسط الثقافي، وكنت أراسل مجلة اليمامة فتنشر لي قصائدي، وفي الظهران التقيت الشاعر علي الدميني وتعرفت إليه وإلى الروائي والقاص الراحل عبدالعزيز مشري وآخرين». وقرأ بافقيه، خلال الأمسية التي أدارها الشاعر والصحافي خالد قماش، جملة من قصائده وفي قصيدة «أوراق الحلاج» يقول: «طالعا من وجع الخلوة مخلوعاً من الجثة منزوعاً من الأصواف مبتلاً بماء الخلق والألوان أندق على الساحة هذا جسدي لا زال جرحاً أخضرا والشجر الشاهد في ظاهر بغداد يغذي برتقال القلب والعمر يفيض». وفي قصيدة عروة بن الورد يقول بافقيه: «كان عروة يسكن بين القصيدة والسيف يهجع في لحظة ألف عام وألفاظه تتناسل بين الرموش وبين المقيمين في الخسف عروة يرحل مع خاطف البرق يهجع في وهجه ألف عام». وشهدت الأمسية، التي حضرها عدد كبير من المثقفين والأدباء، مداخلات من يوسف العارف وخالد المحاميد ولطيفة قاري وآخرين واستمرت إلى وقت متأخر من الليل.