نذهب إلى تلك البارحة التي لا تبرح ذاكرة المشهد الثقافي العربي، ولا تغيب عن حاضر حضارة دولة الإمارات العربية المتحدة. في تلك البارحة المطلة من العام 1955، استقبلت عائلة يوسف عبدالله الصايغ في أبوظبي كائنها البشري الجديد: حبيب. كبر الطفل الحبيب، فصار شيئاً يذكر بين إخوته وأقرانه وأبناء جيله وجيرانه، وصارت له أقواله وأفعاله وأحلامه وأحماله وأملاحه وملامحه، إلى أن أضحى اليوم حبيب يوسف الصايغ: الصائغ للشعر، والمستشار لدار الخليج ورئيس التحرير المسؤول ورئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب. من تلك البارحة الرابحة، نذهب إلى ما تلاها من أيامٍ وليال: في 1977 انضم إلى قافلة من الفلاسفة، ليعود من جامعة عاصمة الضباب لندن حاملاً شهادة بكالوريوس الفلسفة، وليعود منها مجدداً في 1998 متدرعاً ب علم اللغة المقارن عبر بوابة ال ماجستير في اللغويات الإنجليزية والعربية والترجمة. في 1980 أطلق دعوة شعرية عامة من بار بني عبس، وفي 1981 أدلى بتصريح أخير كناطق رسمي باسم نفسه، ثم في 1982 بعث بقصائده تباعاً إلى بيوت بيروت، وأخذ يصرخ بأعلى ما لديه من صوت وبأغلى ما لديه من صمت: ميارى. ومضى في سبيل الشعر مطلقاً العنان لصهيل قصائده تباعاً: الملامح، وقصائد على بحر البحر، ووردة الكهولة، وغد، ورسم بياني لأسراب الزرافات، وكسر في الوزن، وأسمي الردى ولدي، إلى أن لمَّ شملها في 2011 عبر بستانين شعريين ثريين. في 1984، حمل وزملاؤه المبدعون المثقفون فكرة تأسيس بيت ثقافي يشرنق أنفاس إبداعاتهم إلى واقع ملموس ومرئي للعيان، فكان لهم، ولنا من بعدهم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي يسير الآن في عقده الرابع بثبات ومنجزات مثبتات. في 1978 أسس أول صفحة معنية بأقلام إماراتية واعدة عبر صحيفة الاتحاد، وفي 1980 أسس أول ملحق ثقافي عبر صحيفةالفجر، وبين 1982 و1995 كانت له الأوراق الإعلامية الثقافية التي أثرت المشهد الثقافي المحلي والعربي. ومضى في سبيله الإعلامي الصحفي، إلى أن جاء ال2004 الذي منح فيه جائزة تريم عمران كرائد من رواد الصحافة، وفي 2008 كرمت جمعية الصحفيين مسيرة 35 عاماً من الخدمة الصحفية الوطنية. في 2007 صافحته يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمنحه جائزة الدولة التقديرية للآداب، كأول شاعر يحظى بها. وفي 2012 تصافحه يد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لاختياره شخصية العام الثقافية في الدورة ال31 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. وتمنحه مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية جائزة الشعر في دورتها الرابعة عشرة 2014 م 2015م بوصفه رائداً من رواد الحداثة الشعرية في الخليج العربي. الأستاذ والزميل والصديق الأديب الشاعر حبيب يوسف الصايغ: قامة، في مقام المقال. a_assabab@hotmail.com