كشف عضو المجلس البلدي في الأحساء سابقا وعضو جمعية حماية المستهلك حجي النجيدي لـ«عكاظ» أن 90 في المئة من معامل تعبئة المياه في جميع مناطق المملكة مخالفة لشروط التجهيزات، والعمالة فيها غير مدربة. وأوضح أن دراسة أجراها باحثون وأكاديميون في جامعات سعودية بينت أن 70 في المئة من الأمراض سببها المياه الملوثة وأبرزها أمراض الدم وحصى الكلى والنقرس والطفح الجلدي عند الأطفال، مطالبا جهات الاختصاص في الأمانات والبلديات وفروع المياه ووزارة الصحة بتحديد فترة زمنية لعمل فلاتر مياه السيارات المتنقلة، بحيث لا تتجاوز 20 ألف لتر وإلزام سيارات نقل المياه باستخدام أنابيب (مواسير) غير قابلة للصدأ في نقل الماء من خزان السيارة. وشدد النجيدي على أهمية إلزام السائق بإبراز الشهادة الصحية والكشف الدوري على سيارات نقل المياه بمعدل كل ثلاثة أشهر كحد أقصى وإصدار شهادة كشف بذلك توضع في مقدمة السيارة، والتأكيد على متابعة سلامة العدادات الخاصة بالسعر، ومنع مكبرات الصوت، مطالبا بوضع شعار وهاتف المعمل على السيارة، وتحديد ساعة العمل تجنبا للإزعاج في الليل، وإخضاع جميع المعامل إلى نظام صحي وبيئي. وأكد على أهمية إلزام المعامل بأنظمة الفلترة والتعقيم والتعبئة والتخزين، والفحص الدوري لجميع أجهزة المعمل وصيانتها باستمرار، وتعقيم الخزانات بمعدل كل أربعة أشهر باستخدام الأشعة فوق الحمراء وألا تقل مساحة المعمل عن 1200 متر مربع. وأشار إلى أن 50 في المئة من المعامل التي أجريت عليها الدراسة غير مطابقة للمعايير الميكروبولوجية، وسبعة في المئة منها أغلقت وطلب من أصحابها تصحيح أوضاعها، وعلى الرغم من ذلك «لم تلتزم بقرار الإغلاق وعادوا لمزاولة نشاطهم». وأعلن أن 24 في المئة من معامل عينات الدراسة ملوثة بالبكتيريا القولونية و16 في المئة من المياه المباعة للاستهلاك الآدمي تحتوي على بكتيريا برازية، كما أن الطابع التجاري يغلب على نوعية المواد الكيميائية المستخدمة في التعقيم. إلى ذلك، روى عدد من المواطنين في المنطقة الشرقية مواقف سلبية عاشوها مع صهاريج المياه، مشددين على أهمية ضبط عملها بسن أنظمة صارمة، تجبرها على الالتزام بمعايير السلامة، لحماية المستهلك. وذكر عبدالله المزيد أنه أوقف التعامل مع صهاريج المياه بعد أن اكتشف أنها غير صالحة للشرب، وتعاقد مع إحدى الشركات الكبرى والمعروفة لإيصال المياه لديه بجوالين معبأة بطريقة صحية وآمنة. ووصف مشبب القحطاني أوضاع صهاريج المياه الصغيرة بـ «السيئة» انتشر الصدأ فيها، ما يجعلها تنقل الأمراض للمستهلكين، متمنيا تدارك الوضع وضبط الأمور. وأشار يوسف الغامدي إلى أن غالبية العمالة في مجال توزيع المياه غير مؤهلة وغير مدربة لتعامل مع نقل المياه بطريقة الصحية المطلوبة، فضلا عن أن نسبة كبيرة منها تعمل لحسابها الشخصي ولا تكترث للاشتراطات الصحية. من جهته، أوضح مدير العلاقات العامة والمتحدث الرسمي بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان لـ«عكاظ» أن تصاريح موزعي المياه تصدر من البلديات بناء على المصنع الذي يتعاملون معه، لافتا إلى أن المصانع المنتجة للمياه المحلاة ترفق خطاب إلى البلدية بأسماء الموزعين المعتمدين لديها. وذكر أن تلك المصانع مطالبة بالإبلاغ عن أي موزع ينقطع عنها، لتعمل البلدية على إيقافه حتى يقدم ما يثبت أنه يتعامل مع مصنع معتمد ومصرح، مشيرا إلى أنه يفترض أن يكون لدى جميع العاملين في مجال نقل وتوزيع المياه شهادات صحية.