في إقصائيات الكأس ليس مستغربا حدوث مفاجأة أو مفاجأتين من الفرق التي تلعب في الدرجة الأولى أمام نظيراتها في الدرجة الممتازة, يحدث هذا في كل مكان, والكأس الإنجليزية خير دليل على ذلك. .. وحتى كتابة المقال, خرجت أكثر من خمسة فرق تمثل الفئة الممتازة في كرة القدم السعودية, أمام فرق تلعب في دوري الدرجة الأولى, أو الفئة الثانية. يمكن قبول مفاجأة أو اثنتين, لكن أن يصل الأمر إلى خروج نصف الفرق الممتازة أمام نظيراتها في الدرجة الأولى, أمر يحتاج إلى تمعن وقراءة فاحصة, فما الأسباب التي يمكن أن تقدم لهذه السلسلة من المفاجآت؟ أعتقد أن توقف الدوري الممتاز فترة ناهزت الشهر, انتقص من قدرات اللاعبين البدنية, والفنية, في مقابل استمرارية دوري الدرجة الأولى, ويفسر هذا بوضوح ضعف غالبية اللاعبين السعوديين في استثمار فترات التوقف, كما يكشف أيضا للجنة المسابقات أن التوقفات تستقطع جزءا كبيرا من المنافسة وإثارتها وحدتها. .. وفي ظني أن السبب الثاني, يشير بوضوح إلى أن الفروقات الفنية والفردية بين لاعبي فرق الوسط في الدوري الممتاز ونظرائهم في دوري الدرجة الأولى ذابت في السنوات الأخيرة, وأصبحت أي نتيجة غير مفاجئة, ماذا يمكن أن نستشف من هذا؟ وهل يمكن فهمه على أنه تراجع في فرق الدوري الممتاز أم تقدم تشهده فرق الدرجة الأولى؟ .. أعتقد أن الإجابتين صحيحتان, هناك تراجع واضح في فرق الدوري الممتاز بالذات في فرق الوسط, يقابله تقدم طفيف في فرق الدرجة الأولى بسبب حدة المنافسة وتصاعدها في دوري الفئة الثانية, أما السبب في الجزء الأول فهو اهتمام فرق الوسط من فئة الممتاز بملاحقة منسقي الكبار, ما حولها إلى حاضنة للكساد - إن جازت التسمية, ولم تعد طموحاتها تتجاوز ضمان مركز دافئ, وليس بالضرورة أن تبحث عن اللقب, ولم أسمع رئيس ناد من فرق الوسط يعلن أن الوصول إلى مركز استحقاق آسيوي هدف له. سبب ثالث مهم, وهو أن فرق الوسط في الدوري الممتاز لا تملك أي طموح في الاستمرار في مسابقة الكأس, تعلم علم اليقين أن الرباعي أو الخماسي الكبير - إذا أضفنا الشباب أو التعاون- ستشكل أضلاع المربع الذهبي للبطولة, وما دون ذلك من المراحل لا فائدة منه, الخارج من ربع النهائي مثل المغادر من الـ32, ولذلك تدخر جهودها للدوري فقط. وهنا نقطة يجب أن ينتبه لها اتحاد الكرة إذا أراد تطوير مسابقة الكأس للأفضل, فلا بد من حوافز لكل دور في البطولة ولا يقصرها على المركزين الأول والثاني. آخر الحديث في هذا الشأن, موجه لاتحاد الكرة الحالي والقادم, ويمكن اختصاره في جملة: "دراسة الظواهر الطارئة في منافساتنا وفرقنا جزء أصيل من واجبات ومهمات اتحاد الكرة, من أجل القدرة على بناء أساس جيد لمستقبل مرتقب".