أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بغداد الأستاذ ثامر السبهان ل"الرياض" أنه بين للخارجية العراقية أمس فحوى تصريحات إعلامية أدلى بها لقنوات عراقية، وقال أنه عند سؤاله عن الحشد الشعبي أجاب بأن سياسية المملكة لا تؤمن إلا بالدول والعمل المؤسساتي بها، ولا تؤمن بأي سلاح خارج شرعية الدولة سواء كان شيعيا أو سنيا أو غيره، فبقاء الدول مرهون بسيطرتها على السلاح، ولم يكن القصد التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، وأضاف أن تجربتنا العربية في المليشيا مريرة مثل حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، وما يحدث في البحرين، وأشار بأنه تم تحوير تصريحه، وأبلغته الخارجية العراقية أن الحشد تابع للدولة، مبدياً استغرابه من ردة فعل الحشد إذا كان سلاحهم للدولة. نواب عراقيون: رافضو نصح سفير المملكة صمتوا إزاء تدخلات إيران وفي هذا الصدد تحدث ل"الرياض" عدد من القوى السياسية العراقية حيث استغربت النائبة لقاء وردي عضو مجلس النواب العراقي الهجوم غير المبرر من بعض القوى السياسية ضد سفير المملكة في العراق، وقالت: "نستغرب من الذين يشنون اليوم هجوماً إعلامياً ضد السفير السعودي رغم أن كلامه كان طبيعياً وناصحاً" ، وأضافت "أين كان المهاجمون من التصريحات الاستفزازية للمسؤولين الإيرانيين وفي مناسبات عدة، ومن بينها تصريحات مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والاقليات علي يونسي الذي اعتبر العراق عاصمة الإمبراطورية الفارسية، فضلاً عن مطالبة حسن هاني زاده رئيس تحرير وكالة مهر الإيرانية التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية العراقيين بترك العروبة المزيفة الجاهلية وتراب الذل العربي حسب وصفه وتغيير ملابسهم عن الدشداشة والكوفية" ، وأكدت: "لم نسمع من الذين تعالت أصواتهم اليوم ضد السفير السعودي أي موقف باتجاه التصريحات التي تم ذكرها آنفاً، وغيرها من التصريحات الإيرانية الاستفزازية الكثيرة، مما يؤشر أن هناك ازدواجية في الموقف وأنهم لسان ومصلحة بلدان أخرى" ، وبينت بأن العراقيين حريصون على المملكة العربية السعودية وذهبوا للرياض من أجل فتح العلاقات وعودتها بين الجانبين. وهذا ما أكده أيضاً مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي د. حيدر العبادي حيث قال إن المملكة إحدى دول الجوار الأساسية للعراق، ويتطلع العراق لدور فاعل أكثر إيجابية من قبل الرياض بعد افتتاح سفارتها في بغداد، فيما دعا إلى ضرورة تجاوز الخلافات بين الدول الإقليمية وجاء ذلك في تصريحات على هامش ختام دورة اتحادات برلمانات الدول الإسلامية في العاصمة العراقية ببغداد، وأفاد خلاله بأن المملكة أحد دول الجوار الأساسية، ومواجهة المخاطر الأمنية التي تمر بها المنطقة وتحديات الإرهاب والتطرف لن تتم دون تعاون العراق مع جميع دول المنطقة ومن ضمنها السعودية، وذكر أن مسؤولين كثر قاموا بزيارة الرياض لفتح السفارة السعودية وبالفعل تم افتتاحها. كما ثنى حيدر الملا عضو المكتب السياسي لتحالف القوى العراقية على الرؤية الناضجة للسفير السعودي تجاه الأوضاع في العراق، وأضاف: "نستنكر بعض الأصوات الطائفية التي ما دأبت إلا أن تكون عرابة المشروع الطائفي في العراق وعزله عن عمقه العربي، بتهجمها ومطالبتها بغلق السفارة السعودية" ، وشدد على كثير من العراقيين أثنوا على طرح السفير السعودي الذي أكد فيه أنه مكلف بأن ينظر إلى العراق وشعبه بعين وقلب وعقل واحد بناء على توصية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- ، وقال: "إن العراق جزء لا يتجزأ من محيطه العربي، ولا يمكن أن يتعافى من أزماته الراهنة إلا من خلال توطيد العلاقات بأشقائه العرب وإنهاء حالة العزلة الدولية والإقليمية، وناشد الملا العقلاء والحكماء داخل التحالف الوطني العراقي بقطع الطريق على مروجي الفتنة، وضرورة تبني سياسات متوازنة مع محيطنا العربي والإقليمي. فيما أوضح النائب محمد الكربولي عضو المكتب السياسي لاتحاد القوى رئيس كتلة الحل البرلمانية عن دعمهم بكل قوة لكل مشروعات تجسير العلاقات مع الأخوة العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، ويرفضون أي تدخل لمحاولة إثارة القطيعة، وقال: "من مصلحة العراق الاستراتيجية تعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع المملكة في جميع المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، واضاف أن التحامل السياسي المنسق والمسبق الهجوم غير المبرر لبعص الفعاليات السياسية غير المسؤولة على تصريحات السفير السعودي المعتمد في العراق على الرغم من تضمنها حقائق يعرفها الجميع، يؤكد النوايا المبيتة والرافضة لأي تقارب عراقي - سعودي يصب في مصلحة العراق حكومة وشعباً" ، لافتاً على منتقدي المملكة العربية السعودية أن لا ينسوا أو ينكروا فضلها بمساعدة ودعم العراق بمبلغ 500 مليون دولار ضمن برامح الأمم المتحدة، وأنها أول من سعت إلى لم شمل العراقيين بعد نيسان 2003 سواء في الجامعة العربية أو استضافتها لممثلي الشعب العراقي في جدة ومكة والطائف، وآخرها التحالف الستيني الدولي لمكافحة الإرهاب ودعم العراق، وطالب كافة الشركاء السياسيين إلى تغليب مصلحة العراق العليا وتعميق علاقات التعاون مع المملكة، بعيداً عن سياسة المحاور الشرقية والغربية التي زادت من معاناة العراقيين الأمنية والاقتصادية، وفتح آفاق التعاون جنوباً باتجاه محيط العراق العربي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية.