منذ القرن التاسع عشر تقريباً، شعر الإنسان بأن مناخ الأرض بدأ في التبدل، وأن هناك تغيرات جوهرية غير مألوفة قد بدأت تحدث. وبطبيعة الحال، كان للعلم كلمته، حيث دق العديد من علماء المناخ والأرصاد الجوية والبيئة ناقوس الخطر، وأفادوا بأن التغير المناخي جاء نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتم رصد كثير من الظواهر المناخية التي تحدث لأول مرة، وهي ظواهر لا تبشر بخير لكوكبنا الأزرق، من أهمها ارتفاع درجة الحرارة، وذوبان أجزاء من القطب المتجمد، وتزايد معدلات مياه البحار.. ومع هذه الحالة، بدأت التوقعات بأن هناك جزراً كاملة ستغمرها المياه خلال العقدين القادمين، لتختفي تحت مياه البحر، وهناك تنبؤات أكثر تشاؤماً وسوداوية. وعلى رغم أن عمليات التنقيب عن البترول يفترض أنها أحد أسباب هذه التغيرات المناخية، فإنه ثبت أن الدول الخليجية المصدرة، وأكثرها خصوصية بلادي الحبيبة الإمارات، ليست المتسببة في التغيرات المناخية. واتجهت بوصلة المسؤولية نحو الدول المصنعة مثل أمريكا وروسيا والصين، فضلاً عن عدد من الدول الأوروبية، ودول أخرى تعتمد على المصانع، دون رقابة بيئية صارمة، فتنفث كميات هائلة من الأدخنة والملوثات في السماء، فضلاً عن البقايا الكيميائية التي يتم التخلص منها في مجاري الأنهار، وأقنية المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي. وخلال عدة مؤتمرات دولية، فشلت هذه الدول في الالتزام أو التوقيع على اتفاقيات لحماية كوكبنا من التلوث، بل رفضت حتى الالتزام بخطط بعيدة المدى لخفض حرارة الأرض، بينما بدأت بلادنا في استخدام الطاقة البديلة، كما أنها تدعم وتشجع هذا التوجه، وهذه ليست كلمات مجردة، أو إنشائية، بل إن الواقع يرفدها ويدعمها، فمن سمائنا حلقت أول طائرة تستخدم الطاقة الشمسية، لتجوب العالم، حاملة رسالة لتوعية البشرية بأهمية استخدام الطاقة البديلة، وأنه من الممكن أن تكون في هذا الكون بدائل أکثر جدوي و استمرارية من الطاقة التي تلوث حياتنا، وشاهدنا فى أبوظبى ودبى السيارات الهجينة – المعدلة، التى تستخدم بدائل عن البنزين، وأقمنا المعارض الدولية في الطاقة البديلة، وهذا كله يشير إلى المستقبل، ويعطي ضوءاً واضحاً عن معالمه، حيث سنكون إن شاء الله رواداً، ليس في استخدام الطاقة البديلة وحسب، بل وتصديرها للعالم بأسره. هذه هى الرؤية البعيدة المدى لقيادتنا الرشيدة، التي سهلت وقدمت الميزانيات والإمكانات لدعم أبحاث الطاقة البديلة، على رغم تكلفتها العالية، وندرتها في العالم، وما هي إلا بضعة أعوام، وستتربع الإمارات مع ثلة من الدول على هرم الطاقة البديلة في العالم بأسره.