أشاد المهندس عبدالله بن سعيد المبطي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأبها بزيارة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينج للمملكة واستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- له، وأضاف: إن العلاقات السعودية الصينية هي علاقات تاريخية تضرب في أعماق التاريخ، فقد تواصل العرب والصينيون منذ قرون عديدة، ويرجع تاريخ التبادلات الوُدِّية بين الشعبين السعودي والصيني إلى أزمنة بعيدة، عن طريق الحرير القديم الذي يربط الجانبين ببعضهما البعض قبل أكثر من 2000 عام. موضحًا: فقد أرسى البحار المسلم الصيني تشنغ خه سفنه في جدة وسافر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها، كما وقعت أول اتفاقية صداقة عام 1946 م بجدة، ثم بدأت العلاقة الفعلية عام 1990م ثم زاد التفعيل عندما زار الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- الصين عام 1998 م عندما كان وليًا للعهد وتم توقيع 16 اتفاقية، تلت ذلك زيارات لأربعة رؤساء للحكومة الصينية للمملكة، وكذلك زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - سلمه الله - إلى الصين أثناء زيارته لبعض دول آسيا التي خلالها وقع عددًا من الاتفاقيات المهمة تمخض عن هذا علاقات إستراتيجية بتبادل تجاري تجاوز 71 مليارات دولار وكذلك استثمارات سعودية بالنفط لشركتي أرامكو وسابك ومشتقاته بنحو 10 مليارات يقابلها استثمارات صينية بنفس المجال بالمملكة تتجاوز 5 مليارات إضافة إلى أنشطة أخرى من أهمها وجود عدد من الطلاب السعوديين المبتعثين يتجاوز عددهم 1400 طالب، وسبق التخرج عدد منهم بالسنوات الماضية، وبعضهم يعمل الآن بمشروعات أرامكو وسابك بالصين. وفي سياق متصل ثمن المبطي البيان المشترك الذي صدر عن القيادتين السعودية والصينية وقال: إن البيان أظهر مدى التفاهم بين القيادتين السعودية والصينية، وأكَّد على أن العلاقات بين البلدين الصديقين علاقات إستراتيجية شاملة، حيث يشترك البلدان بموضوعات إستراتيجية عالمية حيث كلا البلدين يبحثون عن السلام العالمي والاستقرار وعدم التدخل بشؤون الآخرين علاوة على إستراتيجية التنمية السريعة الشاملة للوطن والمواطن، وأشياء أخرى حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتطور الكبير الذي أحرزته العلاقات بين المملكة والصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 21-7-1990، مؤكدين أهمية مواصلة تطوير الصداقة التقليدية بين البلدين والشعبين الصديقين، وتعزيز التعاون الوثيق في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والإنسانية والعسكرية والأمنية والطاقة، وعلى المستويين الإقليمي والدولي، بما يرتقي بالعلاقات السعودية - الصينية إلى مستوى أعلى. لافتًا إلى أن البيان جاء تمشيًا مع الرغبة المشتركة لدى البلدين الصديقين في زيادة وتعميق التعاون في المجالات كافة، حيث قرر الجانبان الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين السعودية والصين إلى علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة، وفي هذا الإطار، يحرص الجانبان السعودي والصيني على بذل الجهود لتطوير التعاون في مجالات متنوعة، وكذلك توصل الجانبان إلى اتفاق من حيث المبدأ بشأن مجمل المفاوضات حول التجارة في السلع، كما تم التوقيع على (14) اتفاقية ومذكرة تفاهم بين حكومتي المملكة، وجمهورية الصين الشعبية، وأكَّد الجانبان التزامهما بالعمل بشكل وثيق لاستكمال اتفاقية تجارة حرة شاملة خلال العام الجاري، مشيرين في هذا الصدد إلى اتفاق على عقد الجولة المقبلة من المفاوضات في النصف الثاني من فبراير المقبل. من ناحية أخرى طالب المبطي رجال الأعمال في البلدين أن ينضموا للقناة النظامية وهي مجلس الأعمال السعودي الصيني الذي يستطيع أن يحل النزاعات التجارية ويوفر كافة المعلومات ويتواصل مع الجهات المسؤولة في البلدين، أو من خلال الغرف التجارية أما عن الأجهزة الحكومية في البلدين، فهناك اللجنة السعودية الصينية المشتركة المعنية بالأساس بتبسيط الإجراءات الاستثمارية والتجارية وتقوم بتطوير منظومة متكاملة وبنية تحتية سواء تشريعية أو قضائية أو تنفيذية، وهو تقوم بهذا الدور بإيجابية علاوة على موضوعات أخرى أهمها القطاع الخاص. مؤكدًا على دور السفارتين السعودية والصينية المهم حيث إنهما يمثلان الحكومة لدى الدولة الأخرى، ولهما دور رئيس في إطار العلاقات الثنائية، وتعتبر السفارة محفزًا رئيسًا على مستوى الاتصالات الرسمية بين الحكومتين، وبالتالي فدور السفارتين هو تسهيل وتنسيق الأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالتجارة والاستثمار والسياحة بين البلدين والمساهمة في تنميتها ودعم تنمية وتأسيس الشركات والأنشطة الاستثمارية في البلدين، يضاف إلى ذلك نضج التجربة بين التاجر السعودي والصيني مما يقل تكرار الأخطاء علاوة على ما أعلنته وزارة التجارة السعودية من إرشادات لمن يتعامل مع الجانب الأجنبي، فيجب الالتزام بها لما فيها من حفظ لحقوق المواطن السعودي وتلاشي السلبيات التي قد تلحق الضرر عند الوقوع فيها. وفي ختام تصريحه رفع المهندس عبدالله المبطي اسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، - رعاه الله - على هذه الجهود الموفقة مهنئًا القيادة الرشيدة على إنجاز هذه الاتفاقيات التي وقعت بهذه الزيارة التي غطت جوانب إستراتيجية مهمة بين البلدين مؤكدًا على أن هذه الزيارة التاريخية لفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية للمملكة سيكون لها آثار إيجابية في دفع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وهذا يدل على اهتمام القيادتين الكبيرتين المتواصل بالقطاع الخاص بالجانبين السعودي والصيني.