ليس من المنطق انكار حقيقة أن مدرب الهلال الحالي اليوناني جورجيوس دونيس مدرب محترف ومتمكن فنيا، وحتى نفسيا، وله اسمه الكبير في خارطة المدربين العالميين، وعندما ينتقد على اخطائه فهذا لا يعني الانتقاص من قيمته بقدر تنويره واشعاره وتذكيره ان فريقه كبير وزعيم للقارة وللكرة السعودية، وهو كبيرها بأرقام بطولاته وانجازاته وشعبيته الجارفة، التي جعلته مطمع ومحط انظار كبرى شركات القطاع الخاص، فضلا عن زخم النجوم الذين يضمهم الفريق ويتمناهم مدربون في فرق أخرى. لذا هو مطالب أن يبقي اجواء الفريق الصحية الهادئة اداريا، التي منح فيها صلاحيات مطلقة لقيادة الزعيم للبطولات وليس تجريب الخطط وفرض لاعبين لم يعد بإمكانهم تقديم أي جديد وليس هناك ثمة بصيص من الأمل في تحسن عطائهم الفنية بعد ان منحوا آلاف الفرص التي لو منح ربعها لوجوه صاعده لكانوا اساسيين. دونيس جاء للهلال وهو يعاني فنيا ونفسيا جراء خسارته النهائي الآسيوي وسوء نتائجه في الدوري وساهم في انتشاله وتضميد جراحه فسار به للمركز الثالث في الدوري وقاده للفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين وكاس السوبر السعودي، وجعله مشاركا في صدارة الدوري، ومنافسا على اللقب، وزاد على ذلك بجعله يسقط منافسه النصر ثلاث مرات متتالية منها اثنتان على نهائي، وهما الكأس والسوبر. لكنه في المقابل يرتكب اخطاء بدائية اولها اصراره على اللعب بخمسة مدافعين على الرغم من ان الفوز لا يتحقق الا بعد تبديلها والعودة باللعب بأربعة، فضلا عن تجاهله للوجوه الشابة في الفريق الاولمبي واصراراه الغريب جدا وعناده من خلال فرضه عبدالعزيز الدوسري اساسيا، فيخسر تبديل واحيانا مباراة، فعبدالعزيز بمستواه الحالي لم يعد مقنعا لأي مدرب، واذا كان موضوع ضخامة عقده ماليا فرض استمراره ورفض الفرق الأخرى استعارته فليس ذنب الهلال أن يفرض عليه اساسيا وطوال تاريخ الهلال لم يفرض عليه لاعب كما هو حاصل حاليا مع الدوسري، وحتى النجوم الذين لم يصل هو لربع مستوياتهم لم يفرضوا، مثل يوسف الثنيان، او سامي الجابر، او نواف التمياط، وغيرهم كثير؛ لان البقاء للاصلح ودوام الحال من المحال.